فأنزل الله هذه الآية ﴿ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ﴾.
وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : أخبرني عن ربك، من ذهب هو، أم من لؤلؤ، أم ياقوت؟ فجاءه صاعقة فأخذته، فأنزل الله ﴿ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء... ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : يا محمد حدثني عن إلهك هذا الذي تدعو إليه أياقوت هو؟ أذهب هو؟ أم ما هو؟... فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته. فأنزل الله تعالى ﴿ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء... ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي كعب المكي - رضي الله عنه - قال : قال خبيث من خبثاء قريش : أخبرونا عن ربكم، من ذهب هو، أم من فضة، أم من نحاس؟ فقعقعت السماء قعقعة، فإذا قحف رأسه ساقطٌ بين يديه، فأنزل الله تعالى ﴿ ويرسل الصواعق... ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير والخرائطي، عن قتادة - رضي الله عنه - ذكر لنا أن رجلاً أنكر القرآن، وكذب النبي ﷺ، فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته، فأنزل الله تعالى فيه ﴿ وهم يجادلون في الله... ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ويرسل الصواعق ﴾ قال : نزلت في عامر بن الطفيل وفي أربد بن قيس، أقبل عامر فقال : إن لي حاجة، فقال له النبي ﷺ :« اقترب، فاقترب حتى جثا على النبي ﷺ، وسل أربد بعض سيفه، فلما رأى النبي ﷺ بريقه، تعوّذ بآية من القرآن كان يتعوّذ بها، فأيبس الله يد أربد على السيف، وأرسل عليه صاعقة فاحترق » فذلك قول أخيه :
أخشى على أربد الحتوف ولا... أرهب نوء السماك والأسد
فجعني البرق بالفا... رس يوم الكريهة النجد
وأخرج ابن أبي حاتم والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة، عن أبي عمران الجوني قال : إن بحوراً من النار دون العرش يكون فيها الصواعق.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : الصواعق نار.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سفيان - رضي الله عنه - قال : الصواعق من نار السموم، وهذا صوت الحجب التي بحرها ما بيننا وبينه من الحجاب، يسوق السحاب.
وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن دينار - رضي الله عنه - قال : لم أسمع أحداً ذهب البرق ببصره، لقول الله تعالى


الصفحة التالية
Icon