« من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء، ومن لم يهتم للمسلمين فليس منهم ».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن الأعمش عن أبي سفيان رضي الله عنه عن أشياخه قال : دخل سعد رضي الله عنه على سلمان يعوده، فبكى فقال سعد : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال : توفي رسول الله ﷺ وهو عنك راض، وترد عليه الحوض، وتلقى أصحابك. قال : ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ولكن رسول الله ﷺ عهد إلينا عهداً. قال « ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب » وحولي هذه الأساودة، وإنما حوله اجانة وجفنة ومطهرة.
وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ « يأتي على الناس زمان يتحلقون في مساجدهم وليس همهم إلا الدنيا، ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم ».
وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ﷺ « اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً، ولا يزدادون من الله إلا بعداً ».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سفيان قال : كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري قال : لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح ذبابة ما سقى منها كافراً شربة ماء.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن المستورد قال : قال رسول الله ﷺ « ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر ثم يرجع ».
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال : قلت يا أبا هريرة : سمعت اخواني بالبصرة يزعمون أنك تقول : سمعت نبي الله ﷺ يقول « إن الله يجزي بالحسنة ألف ألف حسنة؟ فقال أبو هريرة : سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن الله يجزي بالحسنة ألفي ألف حسنة، ثم تلا هذه الآية ﴿ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ﴾ فالدنيا ما مضى منها إلى ما بقي منها عند الله قليل، وقال ﴿ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة ﴾ [ البقرة : ٢٤٥ ] فكيف الكثير عند الله تعالى إذا كانت الدنيا ما مضى منها وما بقي عند الله قليل ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله ﴿ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ﴾ كزاد الراعي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم قال : لما حضرت عبد العزيز بن مروان الوفاة قال : ائتوني بكفني الذي أكفن فيه أنظر إليه، فلما وضع بين يديه نظر إليه فقال : أمالي كثير ما أخلف من الدنيا إلا هذا؟ ثم ولى ظهره وبكى وقال : أف لك من دار إن كان كثيرك القليل، وإن كان قليلك الكثير، وإن كنا منك لفي غرور.