وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب. أنه مرَّ برجل من أهل الكتاب مطروح على باب فقال : استكدوني وأخذوا مني الجزية حتى كف بصري، فليس أحد يعود عليَّ بشيء. فقال عمر : ما أنصفنا إذاً، ثم قال : هذا من الذين قال الله ﴿ إنما الصدقات للفقراء والمساكين ﴾ ثم أمر له أن يرزق ويجري عليه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر في قوله ﴿ إنما الصدقات للفقراء والمساكين ﴾ قال : هم زَمْنى أهل الكتاب.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : لا يعطي المشركون من الزكاة ولا من شيء من الكفارات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : ليس بفقير من جمع الدرهم إلى الدرهم ولا التمرة إلى التمرة، إنما الفقير من انقى ثوبه ونفسه لا يقدر على غنى ﴿ يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ﴾ [ البقرة : ٢٧٣ ].
وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن زيد قال : الفقراء المتعففون، والمساكين الذين يسألون.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري. أنه سئل عن هذه الآية فقال : الفقراء الذين في بيوتهم ولا يسألون، والمساكين الذي يخرجون فيسألون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : الفقير، الرجل يكون فقيراً وهو بين ظهري قومه وعشريته وذوي قرابته وليس له مال، والمسكين الذي لا عشيرة له ولا قرابة ولا رحم وليس له مال.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في الآية قال : الفقراء الذين هاجروا، والمساكين الذين لم يهاجروا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : يعطي من الزكاة من له الدار والخادم والفرس.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم رضي الله عنه قال : كانوا لا يمنعون الزكاة من له البيت والخادم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ والعاملين عليها ﴾ قال : السعاة أصحاب الصدقة.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه قال : يعطي كل عامل بقدر عمله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن رافع بن خديج رضي الله عنه « سمعت رسول الله ﷺ يقول : العامل على الصدقة بالحق كالغازي حتى يرجع إلى بيته ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ والمؤلفة قلوبهم ﴾ قال : هم قوم كانوا يأتون رسول الله ﷺ قد أسلموا، وكان يرضخ لهم من الصدقات، فإذا أعطاهم من الصدقة فأصابوا منها خيراً قالوا : هذا دين صالح، وإن كان غير ذلك، عابوه وتركوه.
وأخرج البخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال « بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه من اليمن إلى النبي ﷺ بذهيبة فيها تربتها، فقسمها بين أربعة من المؤلفة : الأقرع بن حايس الحنظلي، وعلقمة بن علاثة العامري، وعينية بن بدر الفزاري، وزيد الخيل الطائي. فقالت قريش والأنصار : أيقسم بين صناديد أهل نجد ويدعنا؟ فقال النبي ﷺ : إنما أتالفهم ».