﴿ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ﴾ [ الزمر : ٥٣ ] الآية.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾ إلى آخرها ثم قال : إن الله تعالى جمع لكم الخير كله، والشر كله في آية واحدة، فوالله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئا إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئاً إلا جمعه.
وأخرج ابن النجار في تاريخه من طريق العكلي، عن أبيه قال : مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوم يتحدثون فقال : فيم أنتم؟! فقالوا : نتذاكر المروءة، فقال : أو ما كفاكم الله تعالى ذاك في كتابه؟! إذ يقول الله :﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾ فالعدل، الانصاف. والاحسان، التفضل، فما بقي بعد هذا؟.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله :﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾ الآية. قال : ليس من خلق حسن كان أهل الجاهلية يعملون به ويعظمونه ويخشونه إلا أمر الله به وليس من خلق سيء كانوا يتعايرونه بينهم إلا نهى الله عنه وقدم فيه، وإنما نهى عن سفاسف الأخلاق ومذامها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : دعاني عمر بن عبد العزيز فقال : صف لي العدل، فقلت : بخ... سألت عن أمر جسيم، كُنْ لصغير الناس أباً ولكبيرهم ابناً، وللمثل منهم أخاً وللنساء كذلك، وعاقب الناس على قدر ذُنوبهم وعلى قدر أجسادهم ولا تضربن بغضبك سوطاً واحداً متعدياً فتكون من العادين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال : قال عيسى ابن مريم : إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon