قال : نزلت بالمدينة في سرايا النبي ﷺ. ﴿ أو تحل ﴾ أنت يا محمد ﴿ قريباً من دارهم ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ تصيبهم بما صنعوا قارعة ﴾ قال : نكبة.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ تصيبهم بما صنعوا قارعة ﴾ قال : عذاب من السماء ﴿ أو تحل قريباً من دارهم ﴾ يعني، نزول رسول الله ﷺ بهم وقتاله إياهم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أو تحل قريباً من دارهم ﴾ قال : أو تحل القارعة قريباً من دارهم ﴿ حتى يأتي وعد الله ﴾ قال : يوم القيامة.
أما قوله تعالى :﴿ ولقد استهزئ برسل من قبلك ﴾.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال :« كان رجل خلف النبي ﷺ يحاكيه ويلمطه، فرآه النبي ﷺ فقال :» كذلك فكن «. فرجع إلى أهله فلبث به مغشياً شهراً، ثم أفاق حين أفاق وهو كما حاكى رسول الله ﷺ ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ﴾ قال : يعني بذلك نفسه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ﴾ قال : الله تعالى، قائم بالقسط والعدل.
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - ﴿ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ﴾ قال : ذلكم ربكم تبارك وتعالى قائم على بني آدم بأرزاقهم وآجالهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ﴾ قال : الله تعالى، القائم على كل نفس ﴿ بما كسبت ﴾ على رزقها وعلى علمها. وفي لفظ : قائم على كل بر وفاجر، يرزقهم ويكلؤهم ثم يشرك به منهم من أشرك ﴿ وجعلوا لله شركاء ﴾ يقول : آلهة معه ﴿ قل سموهم ﴾ ولو سموا آلهة لكذبوا وقالوا في ذلك غير الحق؛ لأن الله تعالى واحد لا شريك له ﴿ أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض ﴾ يقول : لا يعلم الله تعالى في الأرض إلهاً غيره ﴿ أم بظاهر من القول ﴾ يقول : أم بباطل من القول وكذب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن جريج - رضي الله عنه - ﴿ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ﴾ يعني بذلك نفسه، يقول ﴿ قائم على كل نفس ﴾ على كل بر وفاجر ﴿ بما كسبت ﴾ وعلى رزقهم، وعلى طعامهم، فأنا على ذلك وهم عبيدي، ثم جعلوا لي شركاء ﴿ قل سموهم ﴾ ولو سموهم كذبوا في ذلك لا يعلم الله تعالى من إله غير الله، فذلك قوله ﴿ أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض ﴾.