فقال النبي حين جاء إلى الناس :« قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا » فلقيه موسى ﷺ فرحب به وقال مرحباً بالنبي الأمي، قال :« وهو رجل آدم طويل سبط، شعره مع أذنيه أو فوقهما، فقال : من هذا يا جبريل؟ قال : هذا موسى عليه السلام، فمضى فلقيه رجل فرحب به، قال : من هذا؟ قال : هذا عيسى عليه السلام، فمضى فلقيه شيخ جليل مهيب فرحب به وسلم عليه، وكلهم يسلم عليه، قال : من هذا يا جبريل؟، قال : أبوك إبراهيم عليه السلام. قال : ونظر في النار، فإذا قوم يأكلون الجيف! قال : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس. ورأى رجلاً أحمر أزرق جداً، قال : من هذا يا جبريل؟ قال : هذا عاقر الناقة، فلما أتى النبي ﷺ المسجد الأقصى، قام يصلي، ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقدحين أحدهما عن اليمين، والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن، وفي الآخرة عسل، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح : أصبت الفطرة ».
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن مردويه وابو نعيم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أسري بالنبي ﷺ إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره، وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم، فقال ناس : نحن لا نصدق محمداً بما يقول : فارتدوا كفاراً! فضرب الله رقابهم مع أبي جهل. وقال أبو جهل : يخوفنا محمد بشجرة الزقوم، هاتوا تمراً وزبداً فتزقموا به. ورأى الدجال في صورته، رؤيا عين ليس برؤيا منام. وعيسى وموسى وإبراهيم عليهم السلام، فسئل النبي ﷺ عن الدجال؟ فقال :« رأيته قيلمانياً أقمرهجان، إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري، كأن شعره أغصان شجرة. ورأيت عيسى عليه السلام شاباً أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق، ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر شديد الخلق، ونظرت إلى إبراهيم عليه السلام فلا أنظر إلى أرب منه إلا نظرت إليه مني حتى كأنه صاحبكم، قال جبريل سلم على أبيك فسلمت عليه ».
وأخرج البخاري ومسلم والطبراني وابن مردويه من طريق قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ :« رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران عليه السلام رجلاً طوالاً جعداً كأنه من رجال شنوأة، ورأيت عيسى ابن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس، ورأيت مالكاً خازن جهنم، والدجال في آيات أراهن الله » قال :﴿ فلا تكن في مرية من لقائه ﴾ [ السجدة : ٢٣ ] فكان قتادة رضي الله عنه يفسرها أن النبي صلى الله عليه وسام قد لقي موسى عليه السلام.


الصفحة التالية
Icon