وأخرج ابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في الآية قال : كانت شمس بالليل وشمس بالنهار فمحا الله شمس الليل، فهو المحو الذي في القمر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ فمحونا آية الليل ﴾ قال : انظر إلى الهلال ليلة ثلاث عشرة، أو أربع عشرة، فإنك ترى فيه كهيئة الرجل، آخذاً برأس رجل.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ﴾ قال : ظلمة الليل وسدف النهار؛ ﴿ لتبتغوا فضلاً من ربكم ﴾ قال : جعل لكم ﴿ سبحاً طويلاً ﴾ [ المزمل : ٧ ].
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ فصلناه ﴾ يقول : بيناه.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن عطاء بن السائب رضي الله عنه قال : أخبرني غير واحد أن قاضياً من قضاة الشام، أتى عمر رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين رأيت رؤيا أفظعتني. قال : وما رأيت؟ قال : رأيت الشمس والقمر يقتتلان، والنجوم معهما نصفين. قال : فمع أيهما كنت؟ قال : مع القمر على الشمس. قال عمر رضي الله عنه :﴿ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ﴾ فانطلق فوالله لا تعمل لي عملاً أبداً. قال عطاء رضي الله عنه : فبلغني أنه قتل مع معاوية يوم صفين.
وأخرج ابن عساكر، عن علي بن زيد رضي الله عنه، قال : سأل ابن الكواء علياً رضي الله عنه عن السواد الذي في القمر؟ قال : هو قول الله تعالى :﴿ فمحونا آية الليل ﴾.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير بسند حسن، عن جابر - رضي الله عنه - سمعت رسول الله ﷺ يقول :« طائر كل إنسان في عنقه ».
وأخرج ابن مردويه، عن حذيفة بن أسيد - رضي الله عنه - سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إن النطفة التي يخلق منها النسمة تطير في المرأة أربعين يوماً وأربعين ليلة، فلا يبقى منها شعر ولا بشر ولا عرق ولا عظم إلا دخله، حتى أنها لتدخل بين الظفر واللحم، فإذا مضى لها أربعون ليلة وأربعون يوماً أهبطه الله إلى الرحم، فكان علقة أربعين يوماً وأربعين ليلة، ثم يكون مضغة أربعين يوماً وأربعين ليلة، فإذا تمت لها أربعة أشهر، بعث الله إليها ملك الأرحام فيخلق على يده لحمها ودمها وشعرها وبشرها، ثم يقول : صوّر. فيقول : يا رب، ما أصور أزائد أم ناقص، أذكر أم أنثى، أجميل أم ذميم أجعد أم سبط أقصير أم طويل أبيض أم آدم أسويّ أم غير سويّ؟ فيكتب من ذلك ما يأمر الله به. ثم يقول الملك : يا رب، أشقيّ أم سعيد؟ فإن كان سعيداً، نفخ فيه بالسعادة في آخر أجله، وإن كان شقياً : نفخ فيه الشقاوة في آخر أجله. ثم يقول : اكتب أثرها ورزقها ومصيبتها وعملها بالطاعة والمعصية، فيكتب من ذلك ما يأمره الله به، ثم يقول الملك : يا رب، ما أصنع بهذا الكتاب؟ فيقول : علقه في عنقه إلى قضائي عليه. فذلك قوله :﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ﴾ ».


الصفحة التالية
Icon