قال : وما هي؟ قال : قول الله ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ﴾.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - في الآية، قال : يقول انسخ ما شئت واصنع في الآجال ما شئت، وإن شئت زدت فيها وإن شئت نقصت ﴿ وعنده أم الكتاب ﴾ قال : جملة الكتاب وعلمه، يعني بذلك ما ينسخ منه وما يثبت.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في المدخل، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ قال : يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدله ﴿ وعنده أم الكتاب ﴾ يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ، وما يبدل وما يثبت، كل ذلك في كتاب الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ قال : هي مثل قوله ﴿ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ﴾ [ البقرة : ١٠٦ ] وقوله ﴿ وعنده أم الكتاب ﴾ أي جملة الكتاب وأصله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد في الآية قال ﴿ يمحو الله ما يشاء ﴾ مما ينزل على الأنبياء ﴿ ويثبت ﴾ ما يشاء مما ينزل على الأنبياء ﴿ وعنده أم الكتاب ﴾ لا يغير ولا يبدل.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج - رضي الله عنه - ﴿ يمحو الله ما يشاء ﴾ قال : ينسخ ﴿ وعنده أم الكتاب ﴾ قال : الذكر.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ قال : يمحو الله الآية بالآية ﴿ وعنده أم الكتاب ﴾ قال : أصل الكتاب.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ﴿ لكل أجل كتاب ﴾ قال : أجل بني آدم في كتاب ﴿ يمحو الله ما يشاء ﴾ قال : من جاء أجله ﴿ ويثبت ﴾ قال : من لم يجيء أجله بعد، فهو يجري إلى أجله.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال :﴿ يمحو الله ﴾ رزق هذا الميت ﴿ ويثبت ﴾ رزق هذا المخلوق الحي.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ قال : يثبت في البطن الشقاء والسعادة، وكل شيء هو كائن، فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء.
وأخرج الحاكم عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قرأ ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ مخففة.