فذهب فأخذ الدينار، ثم خرج به إلى السوق، فإذا هو برجل يحمل حوتين، فقال بكم هذان، فقال بدينار، فأخذهما منه بالدينار، ثم انطلق بهما، فلما دخل بيته شق الحوتين فوجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها، فبعث الملك بدرة ليشتريها، فلم توجد إلا عنده، فباعها بوقر ثلاثين بغلاً ذهباً، فلما رآها الملك قال : ما تصلح هذه إلا بأخت، فاطلبوا مثلها وإن أضعفتم. قال : فجاؤوا فقالوا : عندك أختها نعطيك ضعف ما أعطيناك؟ قال : أو تفعلون؟ قالوا : نعم. فأعطاهم أختها بضعف ما أخذوا الأولى.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي، عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال : لما قدم أبو موسى وأبو عامر على رسول الله - ﷺ - فبايعوه وأسلموا. قال :« ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا؟ قالوا تركناها في أهلها. قال : فإنها قد غفر لها. قالوا : بم يا رسول الله؟ قال : ببرها والدتها قال : كانت لها أم عجوز كبيرة، فجاءهم النذير : إن العدو يريد أن يغير عليكم الليلة، فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم، ولم يكن معها ما تحتمل عليه، فعمدت إلى أمها، فجعلت تحملها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثم ألصقت بطنها ببطن أمها، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت ».
وأخرج البيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :« بينما نحن مع رسول الله - ﷺ - إذ طلع شاب فقلنا : لو كان هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله، فسمع النبي ﷺ مقالتنا. فقال :» وما في سبيل الله، إلا من قتل، ومن سعى على والديه، فهو في سبيل الله، ومن سعى على عياله، فهو في سبيل الله، ومن سعى على نفسه يغنيها فهو في سبيل الله تعالى « ».
وأخرج الحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله، أي الناس أعظم حقاً على المرأة. قال :« زوجها. قلت : فأي الناس أعظم حقاً على الرجل. قال : أمه ».
وأخرج الحاكم عن علي رضي الله عنه : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« لعن الله من ذبح لغير الله، ثم تولى غير مولاه، ولعن الله العاق لوالديه، ولعن الله من نقض منار الأرض ».
وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً « عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض ».


الصفحة التالية
Icon