وأخرج أحمد، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : في حكمة آل داود وحق على العاقل أن لا يشتغل عن أربع ساعات : ساعة يناجي ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي فيها إلى اخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن هذه الساعات : عون على هذه الساعات، وإجماع للقلوب، وحق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه، حافظاً للسانه، مقبلاً على شأنه، وحق على العاقل أن لا يظعن إلا في احدى ثلاث : زاد لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد، عن خالد الربعي رضي الله عنه قال : وجدت فاتحة الزبور الذي يقال له : زبور داود عليه السلام - أن رأس الحكمة خشية الله تعالى.
وأخرج أحمد، عن أيوب الفلسطيني رضي الله عنه قال : مكتوب في مزامير داود عليه السلام :« أتدري لمن أغفر قال : لمن يا رب؟ قال : للذي إذا أذنب ذنباً ارتعدت لذلك مفاصله، فذلك الذي آمر ملائكتي أن لا يكتبوا عليه ذلك الذنب ».
وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : مكتوب في الزبور، بطلت الامانة، والرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين، يهلك الله تعالى كل ذي شفتين مختلفتين. قال : ومكتوب في الزبور، بنار المنافق تحترق المدينة.
وأخرج أحمد، عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : مكتوب في الزبور - وهو أول الزبور - « طوبى لمن لم يسلك سبيل الأثمة، ولم يجالس الخطائين، ولم يفيء في هم المستهزئين، ولكن همه سنة الله تعالى، وإياها يتعلم بالليل والنهار، مثله مثل شجرة تنبت على شط تؤتي ثمرتها في حينها، ولا يتناثر من ورقها شيء، وكل عمله بأمري، ليس ذلك مثل عمل المنافقين ».
وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : قرأت في الزبور بكبر المنافق يحترق المسكين.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قرأت في آخر زبور داود - ﷺ - ثلاثين سطراً « يا داود هل تدري أي المؤمنين أحب إلي أن أطيل حياته؟ الذي قال لا إله إلا الله أقشعر جلده، وإني أكره لذلك الموت كما تكره الوالدة لولدها، ولا بد له منه، إني أريد أن أسره في دار سوى هذه الدار، فإن نعيمها بلاء، ورخاءها شدة، فيها عدو لا يألوهم خبالاً يجري منه مجرى الدم، من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن مالك بن مغول قال : في زبور داود مكتوب » إني أنا الله لا إله إلا أنا ملك الملوك قلوب الملوك بيدي، فأيما قوم كانوا على طاعة جعلت الملوك عليهم رحمة، وأيما قوم كانوا على معصية، جعلت الملوك عليهم نقمة، لا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك، ولا تتوبوا إليهم، توبوا إليَّ أعطف قلوبهم عليكم «.