« جنة عدن قضيب غرسه الله بيده، ثم قال له : كن فكان ».
أما قوله تعالى :﴿ يدخلونها ومن صلح من آبائهم ﴾ الآية.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : يدخل الرجل الجنة فيقول : أين أمي، أين ولدي، أين زوجتي، ؟؟... فيقال : لم يعملوا مثل عملك. فيقول : كنت أعمل لي ولهم، ثم قرأ ﴿ جنات عدن يدخلونها ومن صلح ﴾ يعني من آمن بالتوحيد بعد هؤلاء ﴿ من آباءهم وأزواجهم وذرياتهم ﴾ يدخلون معهم ﴿ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ﴾ قال : يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات، معهم التحف من الله ما ليس لهم في جنات عدن، ويقولون لهم :﴿ سلام عليكم بما صبرتم ﴾ يعني على أمر الله تعالى ﴿ فنعم عقبى الدار ﴾ يعني دار الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - ﴿ ومن صلح من آبائهم ﴾ قال : من آمن في الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي مجلز - رضي الله عنه - في الآية قال : علم الله تعالى أن المؤمن يحب أن يجمع الله تعالى له أهله وشمله في الدنيا، فأحب أن يجمعهم له في الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قرأ ﴿ جنات عدن يدخلونها ومن صلح... ﴾ حتى ختم الآية قال : إنه لفي خيمة من درة مجوفة، ليس فيها صدع ولا وصل، طولها في الهواء ستون ميلاً، في كل زاوية منها أهل ومال. لها أربعة آلاف مصراع من ذهب، يقوم على كل باب منها سبعون ألفاً من الملائكة، مع كل ملك هدية من الرحمن ليس مع صاحبه مثلها، لا يصلون إليه إلا بإذن بينه وبينهم حجاب.
وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : أخس أهل الجنة منزلاً يوم القيامة له قصر من درة جوفاء، فيها سبعة آلاف غرفة، لكل غرفة سبعون ألف باب، يدخل عليه من كل باب سبعون ألفاً من الملائكة بالتحية والسلام.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه - في قوله ﴿ سلام عليكم بما صبرتم ﴾ قال : على دينكم ﴿ فنعم عقبى الدار ﴾ قال : فنعم ما أعقبكم الله تعالى من الدنيا الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ﴿ سلام عليكم بما صبرتم ﴾ قال : صبروا على فضول الدنيا.
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن نصر الحارثي - رضي الله عنه - ﴿ سلام عليكم بما صبرتم ﴾ قال : على الفقر في الدنيا.


الصفحة التالية
Icon