وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الروح أمر من أمر الله، وخلق من خلق الله وصورهم على صور بني آدم، وما ينزل من السماء من ملك إلا ومعه واحد من الروح. ثم تلا ﴿ يوم يقوم الروح والملائكة صفاً ﴾ [ النبأ : ٣٨ ].
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن عكرمة رضي الله عنه قال : سئل ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ﴾ لا تنال هذه المنزلة، فلا تزيدوا عليها. قولوا كما قال الله وعلّم نبيه ﷺ ﴿ وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال : لقد قبض النبي ﷺ وما يعلم الروح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن زياد، أنه بلغه أن رجلين اختلفا في هذه الآية ﴿ وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ﴾ فقال أحدهما : إنما أريد بها أهل الكتاب وقال الآخر : بل إنه محمد ﷺ. فانطلق أحدهما إلى ابن مسعود رضي الله عنه فسأله فقال : ألست تقرأ سورة البقرة؟ فقال : بلى. فقال : وأي العلم ليس في سورة البقرة؟ إنما أريد بها أهل الكتاب.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ويسألونك عن الروح ﴾ قال :﴿ الروح ﴾ ملك.
وأخرج ابن عساكر، عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أم الحكم الثقفي رضي الله عنه قال : بينما رسول الله ﷺ في بعض سكك المدينة، إذ عرض له اليهود فقالوا : يا محمد، ما الروح؟ وبيده عسيب نخل فاعتمد عليه - ورفع راسه إلى السماء - ثم قال :﴿ ويسألونك عن الروح.... ﴾ إلى قوله :﴿ قليلاً ﴾ قال ابن عساكر : عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أم الحكم الثقفي قيل إن له صحبة.
وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد، عن مجاهد رضي الله عنه قال :﴿ الروح ﴾ خلق مع الملائكة لا يراهم الملائكة، كما لا ترون أنتم الملائكة. ﴿ الروح ﴾ حرف استأثر الله تعالى بعلمه ولم يطلع عليه أحداً من خلقه. وهو قوله تعالى :﴿ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ﴾.
وأخرج أبو الشيخ عن سلمان رضي الله عنه قال : الإنس والجن عشرة أجزاء : فالانس جزء، والجن تسعة أجزاء. والملائكة والجن عشرة أجزاء : فالجن من ذلك جزء، والملائكة تسعة. والملائكة والروح عشرة أجزاء : فالملائكة من ذلك جزء، والروح تسعة أجزاء.