وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال - لما قال له سفيان الثوري - رضي الله عنه - : لا أقوم حتى تحدثني - قال جعفر - رضي الله عنه - : أما أني أحدثك، وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان، إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها، فأكثر من الحمد والشكر عليها، فإن الله تعالى قال في كتابه ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ وإذا استبطأت الرزق، فأكثر من الاستغفار، فإن الله تعالى قال في كتابه ﴿ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً. يمددكم بأموال وبنين ﴾ [ نوح : ١٠-١١-١٢ ] يعني في الدنيا والآخرة ﴿ ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ﴾ [ نوح : ١٢ ] يا سفيان، إذا أحزنك أمر من سلطان أو غيره، فأكثر من لا حول ولا قوّة إلا بالله، فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« أربع من أعطيهن لم يمنع من الله أربعاً : من أعطي الدعاء لم يمنع الاجابة، قال الله ﴿ ادعوني استجب لكم ﴾ ومن أعطي الاستغفار لم يمنع المغفرة، قال الله تعالى ﴿ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ﴾ ومن أعطي الشكر لم يمنع الزيادة، قال الله ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول، قال الله ﴿ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ﴾ [ الشورى : ٢٥ ] ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - سمعت رسول الله ﷺ يقول :« من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة؛ لأن الله تعالى يقول ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول؛ لأن الله يقول ﴿ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ﴾ ».
وأخرج البخاري في تاريخ والضياء المقدسي في المختارة، عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« من أُلْهِمَ خمسة لم يحرم خمسة، من ألهم الدعاء لم يحرم الاجابة؛ لأن الله يقول ﴿ ادعوني استجب لكم ﴾ ومن ألهم التوبة لم يحرم القبول؛ لأن الله يقول ﴿ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ﴾ ومن ألهم الشكر لم يحرم الزيادة؛ لأن الله تعالى يقول ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ ومن ألهم الاستغفار لم يحرم المغفرة؛ لأن الله تعالى يقول ﴿ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ﴾ ومن ألهم النفقة لم يحرم الخلف؛ لأن الله تعالى يقول ﴿ وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ﴾ [ سبأ : ٢٩ ] ».