أخرج الخطيب في تاريخه عن حكيم بن عقال قال : سمعت عثمان بن عفان يقرأ :﴿ ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين ﴾ منوّنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس قال : إن الرجل ليفسر الآية يرى أنها كذلك، فيهوي أبعد ما بين السماء والأرض، ثم تلا ﴿ ولبثوا في كهفهم... ﴾ الآية. ثم قال : كم لبث القوم؟ قالوا : ثلاثمائة وتسع سنين. قال : لو كانوا لبثوا كذلك، لم يقل الله :﴿ قل الله أعلم بما لبثوا ﴾ ولكنه حكى مقالة القوم فقال :﴿ سيقولون ثَلاَثَة ﴾ إلى قوله :﴿ رجماً بالغيب ﴾ وأخبر أنهم لا يعلمون قال : سيقولون ﴿ ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في حرف ابن مسعود « وقالوا لبثوا في كهفهم » الآية. يعني، إنما قاله الناس. ألا ترى أنه قال :﴿ قل الله أعلم بما لبثوا ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ﴾ قال : هذا قول أهل الكتاب، فرد الله عليهم ﴿ قل الله أعلم بما لبثوا ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ في كهفهم ثَلاَثمائَة ﴾ قيل : يا رسول الله، أياماً، أم شهوراً، أم سنين؟ فأنزل الله ﴿ سنين وازدادوا تسعاً ﴾.
وأخرج ابن مردويه من وجه آخر، عن الضحاك عن ابن عباس موصولاً.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله :﴿ ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ﴾ يقول : عدد ما لبثوا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ أبصر به وأسمع ﴾ قال : الله يقوله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ أبصر به وأسمع ﴾ قال : لا أحد أبصر من الله ولا أسمع تبارك وتعالى. والله أعلم بالصواب والحمد لله وحده.


الصفحة التالية
Icon