وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه من طريق عمر بن ذر : حدثني مجاهد عن ابن عباس قال :« مر النبي ﷺ بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه فقال رسول الله ﷺ :» أما إنكم للملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معهم. ثم تلا ﴿ واصبر نفسك ﴾ الآية. قال : إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معه عدتهم جليسهم من الملائكة، إن سبّحوا الله سبحوه، وإن حَمَدوا الله حمدوه، وإن كبّروا الله كبروه... يصعدون إلى الرب وهو أعلم فيقولون : ربنا، إن عبادك سبحوك فسبحنا، وكبروك فكبرنا، وحمدوك فحمدنا. فيقول ربنا : يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم. فيقولون : فيهم فلان الخطاء. فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم « ».
وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال :« خرج رسول الله ﷺ على قاصّ يقص، فأمسك. فقال رسول الله ﷺ : قصّ، فلأن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس، أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب ».
وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وأبو نصر السجزي في الإبانة، « عن أبي سعيد قال : أتى علينا رسول الله ﷺ ونحن ناس من ضعفة المسلمين، ورجل يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا، فقال رسول الله ﷺ :» الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم، ثم قال : بشر فقراء المسلمين بالنور التام يوم القيامة، يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، مقدار خمسمائة عام. هؤلاء في الجنة يتنعمون وهؤلاء يحاسبون « ».
وأخرج أحمد في الزهد، عن ثابت قال :« كان سلمان في عصابة يذكرون الله، فمر النبي فكفوا فقال : ما كنتم تقولون؟ قلنا : نذكر الله. قال : فإني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها. ثم قال : الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم ».
وأخرج أحمد عن أنس، عن رسول الله ﷺ قال :« ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم منادٍ من السماء أن : قوموا مغفوراً لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن نافع قال : أخبرني عبد الله بن عمر في هذه الآية ﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ﴾ أنهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة.


الصفحة التالية
Icon