« يخرج عنق من النار يوم القيامة، فيتكلم بلسان طلق ذلق، له عينان يبصر بهما ولسان يتكلم به، فيقول : إني أمرت بكل جبار عنيد، ومن دعا مع الله إلهاً آخر، ومن قتل نفساً بغير نفس، فتنضم عليهم فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال :« إن في جهنم وادياً يقال له : هبهب، حق على الله أن يسكنه كل جبار ».
وأخرج الطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ كل جبار عنيد ﴾ قال : الجبار، العيار، والعنيد الذي يعند عن حق الله تعالى. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

مصر على الحنث لا تخفى شواكله يا ويح كل مصر القلب جبار
وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن أبي الدنيا في صفة النار، وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ في قوله ﴿ ويسقى من ماء صديد يتجرعه ﴾ قال :« يقرب إليه فيتكرهه، فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره » يقول الله تعالى ﴿ وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم ﴾ [ محمد : ١٥ ] وقال ﴿ وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ﴾ [ الكهف : ٢٩ ].
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ من ماء صديد ﴾ قال : ما يسيل بين جلد الكافر ولحمه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ويسقى من ماء صديد ﴾ قال : القيح والدم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور، عن مجاهد في قوله ﴿ من ماء صديد ﴾ قال : دم وقيح.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ويسقى من ماء صديد ﴾ قال : ماء يسيل من بين لحمه وجلده.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن - رضي الله عنه - قال : لو أن دلواً من صديد جهنم دلي من السماء فوجد أهل الأرض ريحه، لأفسد عليهم الدنيا.


الصفحة التالية
Icon