ففعلت ذلك، فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى، وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه، فاختار ملكه، فقتله، فساخت بأمها الأرض. قال ابن جدعان : فحدثت بهذا الحديث ابن المسيب، فقال : أما أخبرك كيف كان قتل زكريا؟ قلت : لا. قال : إن زكريا حيث قتل ابنه، انطلق هارباً منهم، واتبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق، فدعته إليها فانطوت عليه، وبقيت من ثوبه هدبة تلعبها الريح، فانطلقوا إلى الشجرة فلم يجدوا أثره عندها، فنظروا تلك الهدبة، فدعوا المنشار، فقطعوا الشجرة فقطعوه فيها.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو قال : التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة ورثت الملك عن آبائها، فأتيت برأس يحيى وهي على سريرها، فقال للأرض خذيها فأخذتها وسريرها فذهب بها.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر، عن عبد الله بن الزبير : أن ملكاً أراد أن يتزوج ابنة أخيه، فاستفتى يحيى بن زكريا؟ فقال : لا تحل لك. فسألت قتله؟ فبعث إليه - وهو في محرابه يصلي - فذبحوه، ثم حزوا رأسه وأتوا به الملك، فجعل الرأس يقول : لا يحل لك ما تريد.
وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب قال : قال يحيى بن زكريا للذي جاء يحز رأسه : أما تعلم أني نبي؟ قال : بلى، ولكني مأمور.
وأخرج الحاكم وابن عساكر، عن ابن عباس قال : أوحى الله إلى محمد - ﷺ - إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً وإني قاتل بابن ابنتك سبيعن ألفا وسبعين ألفاً.
وأخرج ابن عساكر، عن شمر بن عطية قال : قتل على الصخرة التي في بيت المقدس سبعون نبياً منهم يحيى بن زكريا.
وأخرج ابن عساكر عن قرة قال : ما بكت السماء على أحد، إلا على يحيى بن زكريا، والحسين بن علي، وحمرتها بكاؤها.
وأخرج أحمد في الزهد، عن خالد بن ثابت الربعي قال : لما قتل فجرة بني إسرائيل - يحيى بن زكريا، أوحى الله إلى نبي من أنبيائهم : أن قل لبني إسرائيل « إلى متى تجترئون على أن تعصوا أمري، وتقتلوا رسلي؟ وحتى متى أضمكم في كنفي؟ كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها، فتجترئون علي! اتقوا، لا أؤاخذاكم بكل دم كان بين ابني آدم ويحيى بن زكريا، واتقوا، أن أصرف عنكم وجهي، فإني إن صرفت عنكم وجهي لا أقبل عليكم إلى يوم القيامة ».
وأخرج أحمد عن سعيد بن جبير قال : لما قتل يحيى عليه السلام قال : بعض أصحابه لصاحب له : ابعث إلي بقميص نبي الله يحيى أشمه، فبعث به إليه، فإذا سداه ولحمته ليف!.


الصفحة التالية
Icon