فقرأ ابن عباس ﴿ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ﴾ [ الأنبياء : ٩٨ ] وقال : وردوا أم لا، وقرأ ﴿ يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار ﴾ [ هود : ٩٨ ] أوردوا أم لا، أما أنا وأنت فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ قال : يردُهَا البَرّ والفاجر. ألم تسمع قوله :﴿ فأوردهم النار وبئس الورد المورود ﴾ [ هود : ٩٨ ] وقوله :﴿ ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً ﴾ [ مريم : ٨٦ ].
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس : أن رجالاً من أصحاب النبي - ﷺ - كانوا يطلبون العاص بن وائل بدين فأتوه يتقاضونه، فقال : ألستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً ومن كل الثمرات؟ قالوا : بلى. قال : فإن موعدكم الآخرة. والله لأوتين مالاً وولداً، ولأوتين مثل كتابكم الذي جئتم به. فقال الله :﴿ أفرأيت الذي كفر بآياتنا ﴾ الآيات.
وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال : كان لرجل من أصحاب النبي - ﷺ - دين على رجل من المشركين فأتاه يتقاضاه، فقال ألست مع هذا الرجل؟ قال : نعم. قال أليس يزعم أن لكم جنة وناراً وأموالاً وبنين؟ قال : بلى. قال : اذهب، فلست بقاضيك إلا ثمة. فأنزلت ﴿ أفرأيت الذي كفر بآياتنا ﴾ إلى قوله :﴿ ويأتينا فرداً ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ أطلع الغيب ﴾ يقول : أطلعه الله الغيب؟ يقول : ما له فيه ﴿ أم اتخذ عند الرحمن عهداً ﴾ بعمل صالح قدمه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ أم اتخذ عند الرحمن عهداً ﴾ قال : لا إله إلا الله، يرجو بها. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon