وأخرج ابن أبي حاتم، من طريق مسلم بن جعفر البجلي قال : سمعت أبا معاذ البصري : أن علياً قال : قال النبي ﷺ :« والذي نفسي بيده، إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق لها أجنحة عليها رحال الذهب، شرك نعالهم نور تلألأ، كل خطوة منها مد البصر، فينتهون إلى شجرة، ينبع من أصلها عينان، فيشربون من احداهما، فيغسل ما في بطونهم من دنس، ويغتسلون من الأخرى، فلا تشعث أبشارهم، ولا أشعارهم بعدها أبداً، وتجري عليهم نضرة النعيم، فيأتون باب الجنة، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فيضربون بالحلقة على الصفحة، فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء : أن زوجها قد أقبل، فتبعث قيمها فيفتح له، فإذا رآه خر له ساجداً فيقول : ارفع رأسك إنما أنا قيمك وكلت بأمرك، فيتبعه ويقفو أثره، فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول : أنت حبي وإنا حبك، وأنا الخالدة التي لا أموت، وأنا الناعمة التي لا أبأس، وأنا الراضية التي لا أسخط، وأنا المقيمة التي لا أظعن، فيدخل بيتاً من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع، بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق : أصفر وأحمر وأخضر، ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها، في البيت سبعون سريراً، على كل سرير سبعون حشية، على كل حشية سبعون زوجة، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من باطن الحلل، يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه، الأنهار من تحتهم تطرد :﴿ أنهار من ماء غير آسن ﴾ [ محمد : ١٥ ] قال : صاف لا كدر فيه، ﴿ وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ﴾ [ محمد : ١٥ ] قال : لم يخرج من ضروع الماشية، ﴿ وأنهار من خمر لذة للشاربين ﴾ [ محمد : ١٥ ] قال : لم تعصرها الرجال بأقدامها، ﴿ وأنهار من عسل مصفى ﴾ [ محمد : ١٥ ] قال : لم يخرج من بطون النحل فيستحلي الثمار، فإن شاء أكل قائماً وإن شاء أكل قاعداً، وإن شاء أكل متكئاً. ثم تلا ﴿ ودانية عليهم ظلالها ﴾ [ الإنسان : ١٤ ] الآية. فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض وربما قال : أخضر، فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء، ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول :﴿ سلام عليكم ﴾ ﴿ تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن عباس في قوله :﴿ ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً ﴾ قال : عطاشاً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله :﴿ ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً ﴾ قال : ظماء إلى النار.


الصفحة التالية
Icon