قالا : وما دينك؟ قال : ديني الإِسلام. قالا : ومن نبيك؟ قال : نبيي محمد فذلك التثبيت في الحياة الدنيا.
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : سمعت رسول الله ﷺ يقول في هذه الآية ﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ قال :« ﴿ في الآخرة ﴾ القبر ».
وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ قال : المخاطبة في القبر : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟...
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت :« قال النبي ﷺ في قول الله ﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ قال : هذا في القبر ».
وأخرج البيهقي في عذاب القبر عن عائشة رضي الله عنها قالت :« قال رسول الله ﷺ :» بي يفتن أهل القبور وفيه نزلت ﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ﴾ «.
وأخرج البزار عن عائشة قالت :»
قلت يا رسول الله، تبتلى هذه الأمة في قبورها، فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة؟... قال :« ﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن البراء بن عازب عن النبي ﷺ قال، « وذكر قبض روح المؤمن :» فيأتيه آت فيقول : من ربك؟ فيقول : الله. فيقول : وما دينك؟ فيقول : الإِسلام. فيقول : ومن نبيك؟ فيقول : محمد. ثم يسأل الثانية فيقول مثل ذلك، ثم يسأل الثالثة ويؤخذ أخذاً شديداً فيقول مثل ذلك. فذلك قول الله ﴿ يثبت الله الذين آمنوا الثابت ﴾ «.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في عذاب القبر، عن ابن عباس قال : إن المؤمن إذا حضره الموت، شهدته الملائكة فسلموا عليه وبشروه بالجنة، فإذا مات، مشوا معه في جنازته ثم صلوا عليه مع الناس، فإذا دفن، أجلس في قبره فيقال له : من ربك؟ فيقول : ربي الله. فيقال له من رسولك؟ فيقول : محمد. فيقال له : ما شهادتك؟ فيقول : اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
فذلك قوله ﴿ يثبت الله الذين آمنوا... ﴾ الآية. فيوسع له في قبره مد بصره. وأما الكافر، فتنزل الملائكة فيبسطون أيديهم - والبسط هو الضرب - يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت، فإذا دخل قبره أقعد فقيل له من ربك؟ فلم يرجع إليهم شيئاً وأنساه الله ذكر ذلك. وإذا قيل له : من الرسول الذي بعث إليكم؟ لم يهتد له ولم يرجع إليهم شيئاً، فذلك قوله ﴿ ويضل الله الظالمين ﴾.
وأخرج ابن جرير والطبراني والبيهقي في عذاب القبر، عن ابن مسعود قال : إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره، فيقال له : من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ فيقول : ربي الله، وديني الإِسلام، ونبيي محمد.


الصفحة التالية
Icon