وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط، والبيهقي من طريق ابن الزبير رضي الله عنه، أنه سأل جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن فتاني القبر، فقال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه، جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له : ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول المؤمن : أقول أنه رسول الله وعبده. فيقول له الملك : انظر إلى مقعدك الذي كان من النار، قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة. فيراهما كليهما، فيقول المؤمن : دعوني أبشر أهلي. فيقال له : اسكن.
وأما المنافق، فيقعد إذا تولى عند أهله، فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول : لا أدري.... أقول ما يقول الناس. فيقال له : لا دريت... هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة، قد أبدلك الله مكانه مقعدك من النار »
قال جابر رضي الله عنه : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« يبعث كل عبد في القبر على ما مات، المؤمن على ايمانه، والمنافق على نفاقه ».
وأخرج ابن أبي عاصم في السنة وابن مردويه والبيهقي من طريق أبي سفيان، عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا وضع المؤمن في قبره، أتاه ملكان فانتهراه، فقام يهب كما يهب النائم، فيقال له : من ربك؟ فيقول : الله ربي والإِسلام ديني ومحمد ﷺ نبيي. فينادي مناد، أن صدق عبدي. فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة فيقول : دعوني أخبر أهلي. فيقال له : اسكن ».
وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ :« كيف أنت يا عمر إذا انتهى بك إلى الأرض، فحفر لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر، ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران شعرهما، كأن أصواتهما الرعد القاصف، وكأن أعينهما البرق الخاطف، يحفران الأرض بأنيابهما فأجلساك فزعاً فتلتلاك وتوهلاك؟؟؟... فقال : يا رسول الله، وأنا يومئذ على ما أنا عليه؟ قال : نعم. قال : أكفيكهما بإذن الله يا رسول الله ».


الصفحة التالية
Icon