وقد ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في خطبته : إن هذا البيت أول من وليه، ناس من ( طسم ) فعصوا فيه واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته، فأهلكهم الله. ثم وليه من جرهم فعصوا فيه واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته، فأهلكهم الله، ثم وليتموه معاشر قريش... فلا تعصوا ولا تستخفوا بحقه ولا تستحلوا حرمته، وصلاة فيه أفضل من مائة صلاة بغيره، والمعاصي فيه على قدر ذلك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله ﴿ فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ﴾ قال : إن إبراهيم سأل الله أن يجعل أناساً من الناس يهوون سكنى مكة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه ﴿ فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ﴾ يقول : خذ بقلوب الناس إليهم، فإنه حيث يهوي القلب يذهب الجسد، فلذلك ليس من مؤمن إلا وقلبه معلق بحب الكعبة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لو أن إبراهيم عليه السلام حين دعا قال : اجعل افئدة الناس تهوي إليهم، لازدحمت عليه اليهود والنصارى. ولكنه خص حين قال ﴿ أفئدة من الناس ﴾ فجعل ذلك أفئدة المؤمنين.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب بسند حسن، عن ابن عباس قال : لو كان إبراهيم عليه السلام قال : فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم، لحجه اليهود والنصارى والناس كلهم، ولكنه قال ﴿ أفئدة من الناس ﴾ فخص به المؤمنين.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ لأهل المدينة :« اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم، واجعل أفئدة الناس تهوي إليهم ».


الصفحة التالية
Icon