وأخرج ابن أبي عاصم في السنة وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين : ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا : بلى. قالوا : فما أغنى عنكم الإِسلام وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها. فسمع الله ما قالوا، فأمر بكل من كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا، ثم قرأ رسول الله ﷺ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ ».
وأخرج اسحق ابن راهويه وابن حبان والطبراني وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري أنه سئل : هل سمعت من رسول الله ﷺ في هذه الآية شيئاً ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ ؟ قال : نعم، سمعته يقول :« يُخْرج الله أناساً من المؤمنين من النار بعدما يأخذ نقمته منهم لما أدخلهم الله النار مع المشركين، قال لهم المشركون : ألستم كنتم تزعمون أنكم أولياء الله في الدنيا، فما بالكم معنا في النار؟ فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة لهم، فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون حتى يخرجوا بإذن الله، فاذا رأى المشركون ذلك قالوا : يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنخرج معهم. فذلك قول الله ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ قال : فيسمون في الجنة الجهنميين من أجل سواد في وجوههم، فيقولون : يا ربنا، أذهب عنا هذا الاسم، يأمرهم فيغتسلون في نهر الجنة فيذهب ذلك الاسم عنهم ».
وأخرج هناد بن السري والطبراني في الأوسط وأبو نعيم، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إن ناساً من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى : ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله لهم فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة، فيبرؤون من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه، فيدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميين ».
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أول من يأذن الله تعالى له يوم القيامة في الكلام والشفاعة، محمد ﷺ، فيقال له :« قلْ تسمعْ وسلْ تُعْطَه.