وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : يخرج يأجوج ومأجوج فيموجون في الأرض فيفسدون فيها. ثم قرأ ابن مسعود ﴿ وهم من كل حدب ينسلون ﴾ قال : ثم يبعث الله عليهم دابة مثل النغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها، فتنتن الأرض منهم فيرسل الله ماء فيطهر الأرض منهم.
وأخرج ابن جرير من طريق عطية قال : قال أبو سعيد : يخرج يأجوج ومأجوج فلا يتركون أحداً إلا قتلوه، إلا أهل الحصون فيمرون على البحيرة فيشربونها، فيمر المار فيقول : كأنه كان ههنا ماء! فيبعث الله عليهم النغف حتى يكسر أعناقهم فيصيروا خبالاً، فيقول أهل الحصون : لقد هلك أعداء الله. فيرسلون رجلاً لينظر ويشرط عليهم إن وجدهم أحياء أن يرفعوه، فيجدهم قد هلكوا. فينزل الله ماء من السماء فيقذف بهم في البحر فتطهر الأرض منهم، ويغرس الناس بعدهم الشجر والنخل وتخرج الأرض ثمرها كما كانت تخرج في زمن يأجوج ومأجوج.
وأخرج ابن جرير عن كعب قال : إذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج حفروا حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم، فإذا كان الليل قالوا : نجي غداً نخرج. فيعيده الله كما كان فيجيئون غداً فيحفرون حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم، فإذا كان الليل قالوا : نجي فنخرج، فيجيئون من الغد فيجدونه قد أعاده الله تعالى كما كان، فيحفرونه حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم، فإذا كان الليل ألقى الله على لسان رجل منهم يقول : نجيء غداً فنخرج إن شاء الله. فيجيئون من الغد فيجدونه كما تركوه فيخرقون ثم يخرجون، فتمر الزمرة الأولى بالبحيرة فيشربون ماءها، ثم تمر الزمرة الثانية فيلحسون طينها، ثم تمر الزمرة الثالثة فيقولون : كان ههنا مرة ماء. ويفر الناس منهم ولا يقوم لهم شيء، ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون : غلبنا أهل الأرض وأهل السماء، فيدعو عليهم عيسى عليه السلام فيقول : اللهم لا طاقة ولا يد لنا بهم فاكفناهم بما شئت. فيرسل الله عليهم دوداً يقال له :« النغف » فتقرس رقابهم، ويبعث الله عليهم طيراً فتأخذهم بمناقيرها فتلقيهم في البحر، ويبعث الله تعالى عيناً يقال لها الحياة تطهر الأرض منهم، وينبتها حتى أن الرمانة ليشبع منها السكن قيل : وما السكن يا كعب؟ قال : أهل البيت. قال : فبينا الناس كذلك إذ أتاهم الصراخ، أن ذا السويقتين أتى البيت يريده. فيبعث عيسى طليعة سبعمائة أو بين السبعمائة والثمانمائة، حتى إذا كانوا ببعض الطريق يبعث الله ريحاً يمانية طيبة فيقبض فيها روح كل مؤمن، ثم يبقى محاح من الناس فيتسافدون كما تتسافد البهائم، فمثل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه ينظرها متى تضع.


الصفحة التالية
Icon