والنار مبتدؤها في الأرض، وبينهما حجاب، سور ما يدري أحد ما ذاك السور. وقرأ ﴿ باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ﴾ [ الحديد : ١٣ ] قال : ودرجها تذهب سفالاً في الأرض، ودرج الجنة تذهب علوّاً في السماء.
وأخرج ابن جرير، عن صفوان قال : سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان، هل لأنفس المؤمنين مجتمع؟ فقال : يقول الله :﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾ قال : هي الأرض التي تجمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث.
وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله ﷺ :« قال الله تعالى :﴿ أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾ فنحن الصالحون ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جرير في قوله :﴿ إن في هذا لبلاغاً ﴾ قال : كل ذلك يقال : إن في هذه السورة، وفي هذا القرآن لبلاغاً.
وأخرج ابن جرير، عن ابن زيد في قوله :﴿ إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين ﴾ قال : إن في هذا لمنفعة وعلماً ﴿ لقوم عابدين ﴾ ذلك البلاغ.
وأخرج ابن جرير، عن كعب الأحبار ﴿ إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين ﴾ قال : لأمة محمد ﷺ.
وأخرج ابن جرير، عن كعب في قوله :﴿ إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين ﴾ قال : صوم شهر رمضان، والصلوات الخمس.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن أبي هريرة ﴿ إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين ﴾ قال : في الصلوات الخمس شغلاً للعبادة.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس : أن النبي ﷺ قرأ هذه الآية ﴿ لبلاغاً لقوم عابدين ﴾ قال : هي الصلوات الخمس في المسجد الحرام جماعة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، عن محمد بن كعب ﴿ إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين ﴾ قال : الصلوات الخمس.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه ﴿ لقوم عابدين ﴾ قال : الذين يحافظون على الصلوات الخمس في الجماعة.
وأخرج عن قتادة رضي الله عنه ﴿ لقوم عابدين ﴾ قال : عاملين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ﴾ قال : من آمن تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب؛ من المسخ والخسف والقذف.
وأخرج مسلم، « عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله، ادع على المشركين. قال :» إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة « ».