« إن الله تبارك وتعالى وكل بالرحم ملكاً قال : أي رب، نطفة أي رب، علقة أي رب، مضغة؟ فإذا قضى الله تعالى خلقها قال : أي رب، شقى أو سعيد؟ ذكر أو أنثى؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه ».
وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في الاسماء والصفات، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : سمعت رسول الله ﷺ بأذني هاتين يقول :« إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ».
وفي لفظ :« إذا مر بالنطفة إثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها، ثم قال : يا رب، أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك، ثم يقول : يا رب، أجله؟ فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول : يا رب، رزقه؟ ويقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على أمره ولا ينقص ».
وفي لفظ :« يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة، فيقول : يا رب، أشقي أو سعيد؟ فيُكْتَبان فيقول : أي رب، أذكر أو أنثى؟ فيكْتبان. فيكتب عمله وأثره وأجله ورزقه، ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص ».
وأخرج ابن أبي حاتم وصححه عن ابن عباس في قوله ﴿ مخلقة وغير مخلقة ﴾ قال : المخلقة، ما كان حياً ﴿ وغير مخلقة ﴾ ما كان من سقط.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة قال : العلقة الدم، والمضغة اللحم والمخلقة، التي تم خلقها ﴿ وغير مخلقة ﴾ السقط.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ﴿ مخلقة وغير مخلقة ﴾ قال : تامة وغير تامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية قال ﴿ غير مخلقة ﴾ السقط.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الشعبي قال : إذا دخل في الخلق الرابع كانت نسمة مخلقة، وإذا قدم فيها قبل ذلك فهي غير مخلقة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد ﴿ مخلقة وغير مخلقة ﴾ قال : السقط مخلوق وغير مخلوق ﴿ ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ﴾ قال : التمام.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ﴿ ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ﴾ قال : إقامته في الرحم حتى يخرج.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي ﴿ ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ﴾ قال : هذا ما كان من ولد يولد تاماً ليس بسقط.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ لنبين لكم ﴾ قال : إنكم كنتم في بطون أمهاتكم كذلك.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ﴿ وترى الأرض هامدة ﴾ قال : لا نبات فيها.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله ﴿ وترى الأرض هامدة ﴾ أي غبراء متهشمة ﴿ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ﴾ يقول : نفرق الغيث في سبحتها وربوها ﴿ وأنبتت من كل زوج بهيج ﴾ أي حسن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ زوج بهيج ﴾ قال : حسن.


الصفحة التالية
Icon