وذلك أن الجاهلية كانوا يحجون مشركين، فلما أظهر الله الإسلام قال الله للمسلمين : حجوا الآن غير مشركين بالله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال : كان الناس يحجون وهم مشركون، فكانوا يسمونهم حنفاء الحجاج، فنزلت ﴿ حنفاء لله غير مشركين به ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر الصديق قال : كان ناس من مضر وغيرهم يحجون البيت وهم مشركون، وكان من لا يحج البيت من المشركين يقولون : قولوا حنفاء. فقال الله ﴿ حنفاء لله غير مشركين به ﴾ يقول : حجاجاً غير مشركين به.
وأخرج ابن المنذر عن السدي قال : ما كان في القرآن من حنفاء، قال : مسلمين. وما كان حنفاء مسلمين، فهم حجاج.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ﴿ حنفاء ﴾ قال : حجاجاً.
وأخرج عن الضحاك مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد ﴿ حنفاء ﴾ قال : متبعين.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله ﴿ ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء... ﴾. قال : هذا مثل ضربه الله لمن أشرك بالله في بعده من الهدى وهلاكه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله ﴿ في مكان سحيق ﴾ قال : بعيد.


الصفحة التالية
Icon