وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة قال : بينما رسول الله - ﷺ - يصلي عند المقام إذ نعس، فألقى الشيطان على لسانه كلمة فتكلم بها، وتعلق بها المشركون عليه فقال ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ فألقى الشيطان على لسانه، ونعس، وإن شفاعتهم لترتجى وإنها لمع الغرانيق العلى، فحفظها المشركون، وأخبرهم الشيطان : أن نبي الله - ﷺ - قد قرأها فذلت بها ألسنتهم، فأنزل الله ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ﴾. فدحر الله الشيطان، ولقن نبيه حجته.
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد : أن رسول الله - ﷺ قرأ النجم، فألقى الشيطان على فيه أحكم آياته.
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة قال : قرأ رسول الله - ﷺ - ذات يوم ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى ﴾ [ النجم : ١٩ - ٢٢ ] فألقى الشيطان على لسان رسول الله - ﷺ - تلك إذن في الغرانيق العلى تلك إذن شفاعة ترتجى، ففزع رسول الله ﷺ، وجزع! فأوحى الله إليه ﴿ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً ﴾ [ النجم : ٢٦ ] ثم أوحى إليه ففرج عنه ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ﴾ إلى قوله ﴿ حكيم ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي قال : خرج النبي ﷺ إلى المسجد ليصلي، فبينما هو يقرأ، إذ قال :﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ فألقى الشيطان على لسانه فقال : تلك الغرانقة العلى وإن شفاعتهن ترتجى، حتى إذا بلغ آخر السورة سجد وسجد أصحابه وسجد المشركون لذكره آلهتهم، فلما رفع رأسه حملوه، فاشتدوا به بين قطري مكة يقولون : نبي بني عبد مناف، حتى إذا جاءه جبريل عرض عليه، فقرأ ذينك الحرفين، فقال جبريل معاذ الله أن أكون أقرأتك هذا! فاشتد عليه فأنزل الله يطيب نفسه ﴿ وما أرسلنا من قبلك ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس ﴿ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ﴾ يقول : إذا حدّث ألقى الشيطان في حديثه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله ﴿ إذا تمنى ﴾ يعني بالتمني التلاوة والقراءة ﴿ ألقى الشيطان في أمنيته ﴾ في تلاوة النبي ﴿ فينسخ الله ﴾ ينسخ جبريل بأمر الله ﴿ ما ألقى الشيطان ﴾ على لسان النبي ﷺ.