ثم آخى بينهما، ثم دعا أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال :« يا سلمان أنت منا أهل البيت وقد آتاك الله العلم الأول، والعلم الآخر، والكتاب الأول، والكتاب الآخر. ثم قال إلا أنشدك يا أبا الدرداء؟ قال : بلى يا رسول الله، قال : إن تنقدهم ينقدوك وإن تتركهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك، فاقرضهم عرضك ليوم فقرك » فآخى بينهما، ثم نظر في وجوه أصحابه فقال :« ابشروا وقروا عيناً، فأنتم أول من يرد عليّ الحوض، وأنتم في أعلى الغرف ». ثم نظر إلى عبدالله بن عمر، فقال : الحمد لله الذي يهدي من الضلالة، فقال علي : يا رسول الله، ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري! فإن كان من سخط علي، فلك العتبى والكرامة. فقال :« والذي بعثني بالحق، ما أخرتك إلا لنفسي فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي. فقال : يا رسول الله، ما أرث منك؟ قال : ما ورثت الأنبياء. قال : وما ورثت الأنبياء قبلك؟ قال : كتاب الله وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة، مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله - ﷺ - هذه. الآية ﴿ اخواناً على سرر متقابلين ﴾. الاخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا اركعوا ﴾ قال إنما هي أدب وموعظة.