[ فاطر : ٣٧ ] ثم يقولون ﴿ ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فانا ظالمون ﴾ [ المؤمنون : ١٠٦ ] فيجيبهم الله ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ فلا يتكلمون بعدها أبداً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : بلغنا أن أهل النار نادوا خزنة جهنم أن ﴿ ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب ﴾ [ غافر : ٤٩ ] فلم يجيبوهم ما شاء الله، فلما أجابوهم بعد حين قالوا لهم ﴿ ادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ﴾ [ غافر : ٥٠ ] ثم نادوا ﴿ يا مالك ﴾ لخازن النار ﴿ ليقض علينا ربك ﴾ [ الزخرف : ٧٧ ] فسكت عنهم مالك مقدار أربعين سنة ثم أجابهم فقال ﴿ إنكم ماكثون ﴾ ثم نادى الأشقياء ربهم فقالوا ﴿ ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون ﴾ [ فسكت عنهم.. مقدار الدنيا ثم أجابهم بعد ذلك ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾.
وأخرج عبد بن حميدعن الحسن في الآية قال : تكلموا قبل ذلك وخاصموا فلما كان آخر ذلك قال ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : منعوا الكلام آخر ما عليهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن زياد بن سعد الخراساني في قوله ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : فتنطبق عليهم فلا يسمع منها إلا مثل طنين الطست.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله ﴿ اخسئوا ﴾ قال : اصغروا.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : هذا قول الرب تعالى حين انقطع كلامهم منه.
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن حذيفة أن النبي ﷺ قال :« إن الله إذا قال لأهل النار ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ عادت وجوهم قطعة لحم ليس فيها أفواه ولا مناخير تردد النفس في أجوافهم ».
وأخرج هناد عن ابن مسعود قال : ليس بعد الآية خروج ﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾.


الصفحة التالية
Icon