وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : أنزل الله عذري وكادت الأمة تهلك في سببي، فلما سري عن رسول الله ﷺ وعرج الملك قال رسول الله ﷺ لأبي بكر :« اذهب إلى ابنتك، فاخبرها أن الله قد أنزل عذرها من السماء » قالت : فأتاني أبي وهو يعدو يكاد أن يعثر فقال : ابشري يا بنية بأبي وأمي، فإن الله قد أنزل عذرك قلت : بحمد الله لا بحمدك ولا بحمد صاحبك الذي أرسلك، ثم دخل رسول الله ﷺ، فتناول ذراعي فقال بيده هكذا، فأخذ أبو بكر النعل ليعلوني بها، فمنعته أمي، فضحك رسول الله ﷺ فقال : أقسمت لا تفعل.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : والله ما كنت أرجو أن ينزل فيّ كتاب الله، ولا أطمع فيه، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ رؤيا فيذهب ما في نفسه وقد سأل الجارية الحبشية فقالت : والله لعائشة أطيب من طيب الذهب، ولكنها ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها، والله لئن كان ما يقول الناس حقاً ليخبرنك الله. فعجب الناس من فقهها.
وأخرج الطبراني عن الحكم ابن عتيبة قال :« لما خاض الناس في أمر عائشة، أرسل رسول الله ﷺ إلى عائشة فقال : يا عائشة ما يقول الناس؟ فقالت : لا أعتذر من شيء قالوه حتى ينزل عذري من السماء. فأنزل الله فيها خمس عشرة آية من سورة النور، ثم قرأ حتى بلغ ﴿ الخبيثات للخبيثين ﴾ ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : نزلت ثمان عشرة آية متواليات بتكذيب من قذف عائشة وببراءتها.
وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة قالت : لما رميت بما رميت به، هممت أن آتي قليباً فاطرح نفسي فيه.
وأخرج البزار بسند صحيح عن عائشة : أنه لما نزل عذرها قبَّل أبو بكر رأسها فقالت : الا عذرتني؟ فقال : أي أسماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت ما لا أعلم.
وأخرج أحمد عن عائشة قالت : لما نزل عذري من السماء، جاءني النبي ﷺ، فأخبرني بذلك، فقلت : بحمد الله لا بحمدك.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه والطبراني والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت : لما نزل عذري، قام رسول الله ﷺ على المنبر، فذكر ذلك وتلا القرآن، فلما نزل.