أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ﴿ الخبيثات ﴾ قال من الكلام ﴿ للخبيثين ﴾ قال : من الرجال ﴿ والخبيثون ﴾ من الرجال ﴿ للخبيثات ﴾ من الكلام ﴿ والطيبات ﴾ من الكلام ﴿ للطيبين ﴾ من الناس ﴿ والطيبون ﴾ من الناس ﴿ للطيبات ﴾ من الكلام. نزلت في الذين قالوا في زوجة النبي ﷺ ما قالوا من البهتان.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد في قوله ﴿ الخبيثات ﴾ قال من الكلام ﴿ للخبيثين ﴾ من الناس ﴿ والخبيثون ﴾ من الناس ﴿ للخبيثات ﴾ من الكلام ﴿ والطيبات ﴾ من الكلام ﴿ للطيبين ﴾ من الناس ﴿ والطيبون ﴾ من الناس ﴿ للطيبات ﴾ من الكلام ﴿ أولئك مبرأون مما يقولون ﴾ قال : من كان طيباً فهو مبرأ من كل قول خبيث لقوله يغفر الله له. ومن كان خبيثاً فهو مبرأ من كل قول صالح يقوله يرده الله عليه لا يقبله منه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والطبراني عن قتادة في قوله ﴿ الخبيثات ﴾ قال : من القول والعمل ﴿ للخبيثين ﴾ من الناس ﴿ والخبيثون ﴾ من الناس ﴿ للخبيثات ﴾ من القول والعمل ﴿ والطيبات ﴾ من القول والعمل ﴿ للطيبين ﴾ من الناس ﴿ والطيبون ﴾ من الناس ﴿ للطيبات ﴾ من القول والعمل ﴿ لهم مغفرة ﴾ لذنوبهم ﴿ ورزق كريم ﴾ هو الجنة.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ﴿ للخبيثات ﴾ قال : من الكلام ﴿ والطيبات ﴾ من الكلام ﴿ للطيبين ﴾ من الناس ﴿ والطيبون ﴾ من الناس ﴿ للطيبات ﴾ من الكلام وهؤلاء ﴿ مبرأون مما ﴾ يقال لهم من السوء يعني عائشة.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير عن الضحاك وإبراهيم. مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ﴿ الخبيثات ﴾ قال : من القول ﴿ للخبيثين ﴾ من الناس ﴿ والخبيثون ﴾ من الناس ﴿ للخبيثات ﴾ من القول ﴿ والطيبات ﴾ من القول ﴿ للطيبين ﴾ من الناس ﴿ والطيبون ﴾ من الناس ﴿ للطيبات ﴾ من القول. ألا ترى أنك تسمع بالكلمة الخبيثة من الرجل الصالح فتقول غفر الله لفلان ما هذا من خلقه، ولا من شيمه، ولا مما يقول. قال الله ﴿ أولئك مبرأون مما يقولون ﴾ أن يكون ذلك من شيمهم، ولا من أخلاقهم، ولكن الزلل قد يكون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى الجزار قال : جاء أسير بن جابر إلى عبد الله فقال : قد سمعت الوليد بن عقبة اليوم تكلم بكلام اعجبني فقال عبد الله : إن الرجل المؤمن يكون في فيه الكلمة غير طيبة تتجلجل في صدره ما تستقر حتى يلفظها، فيسمعها رجل عنده مثلها، فيضمها إليها. وان الرجل الفاجر تكون في قلبه الكلمة الطيبة تتجلجل في صدره ما تستقر حتى يلفظها، فيسمعها الرجل الذي عنده مثلها، فيضمها إليها. ثم قرأ عبد الله ﴿ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن زيد في قوله ﴿ الخبيثات للخبيثين ﴾ قال : نزلت عائشة حين رماها المنافق بالبهتان والفرية فبرأها الله من ذلك، وكان عبد الله بن أبي هو الخبيث، فكان هو أولى بأن تكون له الخبيثة ويكون لها، وكان رسول الله ﷺ طيباً، وكان أولى أن تكون له الطيبة، وكانت عائشة الطيبة، فكانت أولى أن يكون لها الطيب، وفي قوله ﴿ أولئك مبرأون مما يقولون ﴾ قال : ههنا برئت عائشة.