« جاء سعد فوقف على باب النبي ﷺ يستأذن، فقام على الباب فقال له النبي ﷺ » هكذا عنك فإنما الإِستئذان من النظر « ».
وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود عن عبد الله بن بشر قال :« كان رسول الله ﷺ إذا أتى باب قوم، لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه. ولكن من ركنه الأيمن أو الايسر، ويقول : السلام عليكم السلام عليكم، وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور ».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن سهل بن سعد قال :« اطلع رجل من جحر في حجرة النبي ﷺ ومعه مدرى يحك بها رأسه فقال » لو أعلم أنك تنظر لطعنت بها في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر « وفي لفظ :» إنما جعل الله الإِذن من أجل البصر «.
وأخرج الطبراني عن سعد بن عبادة قال :»
جئت إلى النبي ﷺ وهو في بيته فقمت مقابل الباب استأذنت، فأشار إليَّ أن تباعد وقال « هل الاستئذان إلا من أجل النظر » «.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة في قوله ﴿ حتى تستأنسوا ﴾ قال : هو الاستئذان قال : وكان يقال الاستئذان ثلاث، فمن لم يؤذن له فيهن فليرجع. أما الأولى فيسمع الحي. وأما الثانية فيأخذوا حذرهم. واما الثالث فإن شاؤوا أذنوا وإن شاؤوا ردوه.
وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود عن أبي سعيد الخدري قال : كنت جالساً في مجلس من مجالس الأنصار، فجاء أبو موسى فزعاً، فقلنا له : ما أفزعك؟ قال : أمرني عمر أن آتيه، فأتيته فاستأذنت ثلاثاً، فلم يؤذن لي، فرجعت فقال : ما منعك أن تأتيني قلت : قد جئت، فاستأذنت ثلاثاً، فلم يؤذن لي وقد قال رسول الله ﷺ »
إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع « قال : لتأتيني على هذا بالبينة فقالوا : لا يقوم إلا أصغر القوم، فقام أبو سعيد معه فشهد له فقال عمر لأبي موسى : إني لم أتهمك، ولكن الحديث عن رسول الله ﷺ شديد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم ﴾ يعني بيوتاً ليست لكم ﴿ حتى تستأنسوا وتسلموا ﴾ فيها تقديم يعني حتى تسلموا ثم تستأذنوا، والسلام قبل الاستئذان، ﴿ ذلكم ﴾ يعني الاستئذان والتسليم ﴿ خير لكم ﴾ يعني أفضل من أن تدخلوا من غير إِذن، ان لا تأثموا، ويأخذ أهل البيت حذرهم ﴿ لعلكم تذكرون ﴾ ﴿ فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم ﴾ يعني في الدخول ﴿ وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا ﴾ يعني لا تقعدوا ولا تقوموا على أبواب الناس ﴿ هو أزكى لكم ﴾ يعني الرجوع خير لكم من القيام والقعود على أبوابهم ﴿ والله بما تعملون عليم ﴾ يعني بما يكون عليم ﴿ ليس عليكم جناح ﴾ لا حرج عليكم ﴿ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة ﴾ يعني ليس بها ساكن.


الصفحة التالية
Icon