وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم ﴿ وآتوهم من مال الله ﴾ قال : ذلك على الولاة. يعطوهم من الزكاة يقول الله ﴿ وفي الرقاب ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وسعيد بن منصور والبزار والدارقطني وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال : كان عبد الله بن أبي يقول لجارية له : اذهبي فابغينا شيئاً وكانت كارهة، فأنزل الله ﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ﴾ هكذا كان يقرأها.
وأخرج مسلم من هذا الطريق عن جابر : أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة. وأخرى يقال لها أميمة. فكان يريدهما على الزنا، فشكيا ذلك إلى النبي ﷺ فأنزل الله ﴿ ولا تكرهوا فتياتكم... ﴾.
وأخرج النسائي والحاكم وصححه وابن جرير وابن مردويه من طريق أبي الزبير عن جابر قال : كانت مسيكة لبعض الأنصار فجاءت رسول الله ﷺ فقالت : إن سيدي يكرهني على البغاء، فنزلت ﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴾.
وأخرج البزار وابن مردويه عن أنس قال : كانت جارية لعبد الله بن أبي يقال لها معاذة. يكرهها على الزنا، فلما جاء الإِسلام نزلت ﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة. مثله.
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب في قوله ﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴾ قال : كان أهل الجاهلية يبغين اماؤهم، فنهوا عن ذلك في الإِسلام.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا، يأخذون أجورهم فنزلت الآية.
وأخرج الطيالسي والبزار وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس أن جارية لعبد الله بن أبي كانت تزني في الجاهلية، فولدت له أولاداً من الزنا، فلما حرم الله الزنا قال لها : ما لك لا تزنين؟ قالت : لا والله لا أزني أبداً، فضربها، فأنزل الله ﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة أن عبد الله بن أبي كانت له أمتان : مسيكه، ومعاذة، وكان يكرههما على الزنا فقالت إحداهما : إن كان خيراً فقد استكثرت منه، وإن كان غير ذلك فإنه ينبغي أَن أدعه. فأنزل الله ﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي مالك في قوله ﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴾ قال : نزلت في عبد الله بن أبي وكانت له جارية تكسب عليه، فأسلمت وحسن إسلامها، فأرادها، أن تفعل كما كانت تفعل، فأبت عليه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان لعبد الله بن أبي جارية تدعى معاذة، فكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له، فأقبلت الجارية إلى أبي بكر، فشكت ذلك إليه، فذكره أبو بكر للنبي ﷺ فأمره بقبضها، فصاح عبد الله بن أبي : من يعذرنا من محمد يغلبنا على مماليكنا؟ فنزلت الآية.


الصفحة التالية
Icon