وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : يمكث الناس في الساعات الذين ملكت أيمانكم، والذين لم يبلغوا الحلم منكم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بهن ﴿ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم... ﴾ والآية التي في سورة النساء ﴿ وإذا حضر القسمة ﴾ [ النساء : ٨ ] والآية التي في الحجرات ﴿ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾ [ الحجرات : ١٣ ].
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله ﴿ ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم... ﴾ قال : إذا خلا الرجل بأهله بعد العشاء فلا يدخل عليه خادم ولا صبي إلا باذنه حتى يصلي الغداة، وإذا خلا بأهله عند الظهر فمثل ذلك، ورخص لهم في الدخول فيما بين ذلك بغير إذن. وهو قوله ﴿ ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ﴾ فاما من بلغ الحلم فإنه لا يدخل على الرجل وأهله إلا باذن على كل حال. وهو قوله ﴿ وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ﴾.
وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس أن رجلين سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن فقال ابن عباس : ان الله ستير يحب الستر، وكان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم، ولا حجال في بيوتهم، فربما فاجأ الرجل خادمه، أو ولده، أو يتيمه في حجره، وهو على أهله. فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمى الله، ثم جاء الله بعد بالستور، وبسط الله عليهم في الرزق، فاتخذوا الستور، واتخذوا الحجال، فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر في قوله ﴿ ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ﴾ قال هو على الذكور دون الاناث.
وأخرج الفريابي عن ابن عمر في قوله ﴿ ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم ﴾ قال : هو للاناث دون الذكور أن يدخلوا بغير إذن.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن بعض أزواج النبي ﷺ في قوله ﴿ ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم... ﴾ قال : نزلت في النساء أن يستأذن علينا.
وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب في قوله ﴿ ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ﴾ قال : النساء فإن الرجال يستأذنون.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمي في هذه الآية قال : هي في النساء خاصة. الرجال يستأذنون على كل حال بالليل والنهار.
وأخرج الفريابي عن موسى بن أبي عائشة قال : سألت الشعبي عن هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ﴾ أمنسوخة هي؟ قال : لا.