« عن رسول الله ﷺ في قوله ﴿ إن عذابها كان غراماً ﴾ قال : الدائم ».
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ﴿ إن عذابها كان غراماً ﴾ قال : ملازماً شديداً كلزوم الغريم الغريم قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت قول بشر بن أبي حازم؟

ويوم النسار ويوم الجفار كانا عذاباً وكانا غراماً
وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ﴿ كان غراماً ﴾ ما الغرام؟ قال : المولع. قال فيه الشاعر :
وما أكلة إن نلتها بغنيمة ولا جوعة إن جعتها بغرام
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ﴿ إن عذابها كان غراماً ﴾ قال : قد علموا أن كل غريم يفارق غريمه إلا غريم جهنم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ﴾ قال : هم المؤمنون. لا يسرفون فيقعوا في معصية الله، ولا يقترون فيمنعون حقوق الله.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ( ولم يقتروا ) بنصب الياء ورفع التاء.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ﴾ قال : الاسراف النفقة في معصية الله، والاقتار الامساك عن حق الله قال : وإن الله قد فاء لكم فيئة فانتهوا إلى فيئة الله. قال في المنفق ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ﴾ [ الأحزاب : ٧٠ ] قال : قولوا صدقاً عدلاً. وقال للمؤمنين ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ﴾ [ النور : ٣٠ ] عما لا يحل لهم. وقال في الاستماع ﴿ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ﴾ [ الزمر : ١٨ ] وأحسنه طاعة الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب في قوله ﴿ لم يسرفوا ولم يقتروا ﴾ قال لا ينفقه في باطل ولا يمنعه من حق.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب ﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ﴾ قال : أولئك أصحاب رسول الله ﷺ كانوا لا يأكلون طعاماً يريدون به نعيماً، ولا يلبسون ثوباً يريدون به جمالاً، كانت قلوبهم على قلب واحد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله ﴿ بين ذلك قواماً ﴾ قال : عدلاً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال ﴿ القوام ﴾ أن لا تنفق من غير حق، ولا تمسك من حق هو عليك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه ﴿ وكان بين ذلك قواماً ﴾ قال : الشطر من أموالهم.
وأخرج ابن جرير عن يزيد بن مرة الجعفي قال : العلم خير من العمل، والحسنة بين السيئتين. يعني إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وخير الأمور أوساطها.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في قوله ﴿ لم يسرفوا ولم يقتروا ﴾ أن عمر بن الخطاب قال : كفى سرفاً أن الرجل لا يشتهي شيئاً إلا اشتراه فأكله.
وأخرج أحمد عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ قال « من فقه الرجل رفقه في معيشته ».


الصفحة التالية
Icon