أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ فكبكبوا فيها ﴾ قال : جمعوا فيها ﴿ هم والغاوون ﴾ قال : مشركو العرب والآلهة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ فكبكبوا ﴾ قال : رموا.
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن السدي ﴿ فكبكبوا فيها ﴾ قال : في النار ﴿ هم ﴾ قال : الآلهة ﴿ والغاوون ﴾ قال : مشركو قريش ﴿ وجنود إبليس ﴾ قال : ذرية إبليس ومن ولد.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ والغاوون ﴾ قال : الشياطين.
وأخرج ابن مردويه عن جابر قال : قال رسول الله ﷺ « إن الناس يمرون يوم القيامة على الصراط : والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله. والنار تأخذ منهم، وإن جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق. فبينما هم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن : عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا؟ فيقولون : رب أنت تعلم انا إياك كنا نعبد. فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط : عبادي حق عليّ أن لا أَكِلَكُمُ اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم، ورضيت عنكم. فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة، فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار ﴿ فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾ [ إبراهيم : ٤٣ ] قال الله ﴿ فكبكبوا فيها هم والغاوون ﴾ قال ابن عباس : ادخروا فيها إلى آخر الدهر ».
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله ﷺ « إن أمتي ستحشر يوم القيامة، فبينما هم وقوف إذ جاءهم مناد من الله : ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها. فيميزون على حدة، فيسيل عندهم سيل من دم، ثم يقول لهم الداعي : اعيدوا هذه الدماء في أجسادها. فيقولون : كيف نعيدها في أجسادها؟ فيقول : احشروهم إلى النار. فبينما هم يجرون إلى النار إذ نادى مناد فقال : إن القوم قد كانوا يهللون. فيوقفون منها مكاناً يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد ﷺ ثم يكبكبون في النار ﴿ هم والغاوون ﴾، ﴿ وجنود إبليس أجمعون ﴾ ».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أمامة أن عائشة قالت : يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شيء قال رسول الله ﷺ « نعم. في ثلاث مواطن : عند الميزان، وعند النور والظلمة، وعند الصراط. من شاء الله سلمه وأجازه، ومن شاء كبكبه في النار قالت : يا رسول الله وما الصراط؟ قال : طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى، والملائكة صافون يميناً وشمالاً يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون : سلم سلم ﴿ وأفئدتهم هواء ﴾ فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه في النار ».