فذلك قوله ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال : سلط الله الحر على قوم شعيب سبعة أيام ولياليهن حتى كانوا لا ينتفعون بظل بيت ولا ببرد ماء، ثم رفعت لهم سحابة في البرية فوجدوا تحتها الروح، فجعلوا يدعوا بعضهم بعضاً. حتى إذا اجتمعوا تحتها أشعلها الله عليهم ناراً. فذلك قوله ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس أنه سئل عن قوله ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ فقال : بعث الله عليهم وهدة وحراً شديداً، فأخذ بأنفاسهم، فدخلوا أجواف البيوت، فدخل عليهم أجواف البيوت، فأخذ بأنفاسهم فخرجوا من البيوت هراباً إلى البرية.
فبعث الله عليهم سحابة فاظلتهم من الشمس، فوجدوا لها برداً ولذة، فنادى بعضهم بعضاً حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عليهم ناراً. فذلك قوله ﴿ عذاب يوم الظلة ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ قال : ذكر لنا أنه سلط الله عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم ظل ولا ينفعهم منه شيء، فبعث الله عليهم سحابة، فلحقوا إليها يلتمسون الروح في ظلها. فجعلها الله عليهم عذاباً فأحرقتهم. بعثت عليهم ناراً فاضطرمت فاكلتهم. فذلك عذاب يوم الظلة.
وأخرج عبد بن حميد عن علقمة ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ قال : أصابهم الحر حتى أقلقهم من بيوتهم فخرجوا، ورفعت لهم سحابة فانطلقوا إليها، فلما استظلوا بها، أرسلت إليهم فلم ينفلت منهم أحد.
وأخرج الحاكم عن زيد بن أسلم قال : كان ينهاهم عن قطع الدراهم ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ حتى إذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة، وأحمى عليهم الشمس، فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن مجاهد في قوله ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ قال : ظلل من العذاب اتاهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال : من حدثك من العلماء : ما عذاب يوم الظلة. فكذبه.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال : من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة قال : أخذهم حر أقلقهم من بيوتهم، فانشئت لهم سحابة فأتوها فصيح بهم فيها والله أعلم.