فيوسع له في قبره ويروّح له فيه. ثم قرأ عبد الله ﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ فإذا مات الكافر أجلس في قبره فيقال له : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول : لا أدري. قال : فيضيق عليه قبره ويعذب فيه. ثم قرأ :﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : الشقاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : شدة عليه في النار.
وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : الضنك، الشديد من كل وجه. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
والخيل قد لحقت بنا في مارق | ضنك نواحيه شديد المقدم |
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود مثله.
وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن أبي صالح والربيع مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن قال : المعيشة الضنك، خصم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : يقول : كل مال أعطيته عبداً من عبادي قلّ أو كثر لا يطيعني فيه فلا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : ضيقة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : الضنك، من المعيشة إذا وسع الله على عبده أن يجعل معيشته من الحرام، فيجعله الله عليه ضيقاً في نار جهنم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن دينار في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : يحول الله رزقه في الحرام، فلا يطعمه إلا حراماً حتى يموت فيعذبه عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : العمل السيء والرزق الخبيث.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله :﴿ معيشة ضنكاً ﴾ قال : في النار شوك وزقوم وغسلين والضريع، وليس في القبر ولا في الدنيا معيشة، ما المعيشة والحياة إلا في الآخرة.
وأخرج البيهقي عن مجاهد ﴿ معيشة ضنكاً ﴾ ضيقة يضيق عليه قبره.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله :﴿ فإن له معيشة ضنكاً ﴾ قال : رزقاً ﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾ قال : عن الحجة ﴿ قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً ﴾ قال : في الدنيا ﴿ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ﴾ قال : تترك في النار.