« لعبد الله بن رواحة :» ما الشعر «؟ قال : شيء يختلج في صدر الرجل فيخرجه على لسانه شعراً ».
وأخرج ابن سعد عن مدرك بن عمارة قال :« قال عبد الله بن رواحة : قال لي رسول الله ﷺ : كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول - كأنه يتعجب لذاك -! قلت : انظر في ذاك ثم أقول. قال : فعليك بالمشركين ».
وأخرج ابن سعد عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ « من يحمي أعراض المسلمين فقال عبد الله بن رواحة : أنا. وقال كعب بن مالك : أنا. فقال رسول الله ﷺ : إنك تحسن الشعر. وقال حسان بن ثابت : أنا. فقال رسول الله ﷺ : أهجهم فإن روح القدس سيعينك ».
وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال « إذا نصر القوم بسلاحهم أنفسهم فألسنتهم أحق. فقام رجل فقال : يا رسول الله أنا. قال : لست هناك. فجلس فقام آخر فقال : يا رسول الله أنا. فقال بيده معنى اجلس. فقام حسان فقال : يا رسول الله ما يسرني به مقولاً بين صنعاء وبصرى، وإنك ما سببت قوماً قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه، فمر بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني، فأمر به إلى أبي بكر ».
وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال :« هجا رسول الله ﷺ وأصحابه ثلاثة من كفار قريش : أبو سفيان بن الحرث، وعمرو بن العاص، وابن الزبعري، قال قائل لعلي : أهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال علي : إن أذن لي رسول الله ﷺ فعلت. فقال : الرجل : يا رسول الله ائذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين هجونا فقال : ليس هناك. ثم قال للأنصار : ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله ﷺ بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بألسنتهم؟ فقال حسان بن ثابت : أنا لها يا رسول الله، وأخذ بطرف لسانه فقال : والله ما يسرني بهم مقولاً بين بصرى وصنعاء فقال له رسول الله ﷺ : وكيف تهجوهم وأنا منهم؟ فقال : إني أسُلّكَ منهم كما تسل الشعرة من العجين، فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار يجيبونهم : حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة.
فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع، والأيام، والمآثر، ويعيرونهم بالمناقب، وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر وينسبهم إلى الكفر، ويعلم أنه ليس فيهم شيء شراً من الكفر. وكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب، وأهون القول عليهم قول ابن رواحة، فلما أسلموا وفقهوا الإِسلام كان أشد القول عليهم قول ابن رواحة »
.


الصفحة التالية
Icon