يا إلهنا وإله كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلا أنت : ائتني بعرشها. قال : فمثل له بين يديه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن عساكر عن ابن عباس قال : لم يجر عرش صاحبة سبأ بين الأرض والسماء، ولكن انشقت به الأرض فجرى تحت الأرض حتى ظهر بين يدي سليمان.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سابط قال : دعا باسمه الأعظم، فدخل السرير فصار له نفق في الأرض حتى نبع بين يدي سليمان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : دعا باسم من أسماء الله. فإذا عرشها يحمل بين عينيه. ولا يدري ذلك الاسم. قد خفي ذلك الإِسم على سليمان وقد أعظم ما أعطى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿ قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ﴾ قال : كان رجلاً من بني إسرائيل يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي. وارتداد الطرف أن يرى ببصره حيث بلغ ثم يرد طرفه. فدعاه فلما رآه مستقراً عنده جزع وقال : رجل غيري أقدر على ما عند الله مني.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ﴿ هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر ﴾ إذا أتيت بالعرش ﴿ أم أكفر ﴾ إذا رأيت من هو أدنى مني في الدنيا أعلم مني.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ قال نكروا لها عرشها ﴾ قال : زيد فيه ونقص ل ﴿ ننظر أتهتدي ﴾ قال : لننظر إلى عقلها. فوجدت ثابتة العقل.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ قال نكروا لها عرشها ﴾ قال : تنكيره أن يجعل أسفله أعلاه، ومقدمه مؤخره، ويزاد فيه أو ينقص منه، فلما جاءت ﴿ قيل أهكذا عرشك ﴾ قالت ﴿ كأنه هو ﴾ شبهته به وكانت قد تركته خلفها فوجدته أمامها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : لما دخلت وقد غير عرشها. فجعل كل شيء من حليته أو فرشه في غير موضعه ليلبسوا عليها قيل ﴿ أهكذا عرشك ﴾ فرهبت أن تقول نعم هو. فيقولون : ما هكذا كان حليته ولا كسوته، ورهبت أن تقول ليس هو، فيقال لها : بل هو ولكنا غيرناه. فقالت كأنه هو.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله ﴿ وأوتينا العلم من قبلها ﴾ قال : سليمان يقوله : أوتينا معرفة الله وتوحيده.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ وأوتينا العلم من قبلها ﴾ قال : سليمان يقوله. وفي قوله ﴿ وصدها ما كانت تعبد من دون الله ﴾ قال : كفرها بقضاء الله غير الوثن أن تهتدي للحق.


الصفحة التالية
Icon