وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال : الذي قال حروقه، هبون. فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله :﴿ قلنا يا نار ﴾ قال : كان جبريل هو الذي قالها.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال : لو لم يتبع بردها ﴿ سلاماً ﴾ لمات إبراهيم من بردها، فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا طفئت، ظننت أنها هي تعنى.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر، عن علي في قوله :﴿ قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً ﴾ قال : لولا أنه قال :﴿ وسلاماً ﴾ لقتله بردها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية قال : لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار، نادى الملك الذي يرسل المطر : رب، خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر. فقال الله :﴿ يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ﴾ فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا بردت.
وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد من طريق أبي هلال، عن بكر بن عبدالله المزني قال : لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار، جاءت عامة الخليقة فقالت :« يا رب، خليلك يلقى في النار فائذن لنا نطفئ عنه. قال : هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره، وأنا آلهه ليس له إله غيري، فإن استغاثكم فأغيثوه، وإلا فدعوه » قال : وجاء ملك القطر قال :« يا رب، خليلك يلقى في النار فائذن لي أن أطفئ عنه بالقطر. قال : هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره، وأنا إلهه ليس له إله غيري، فإن استعان بك فأعنه وإلا فدعه ». قال : فلما ألقي في النار دعا بدعاء نسيه أبو هلال فقال الله تعالى :﴿ يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ﴾ قال : فبردت في المشرق والمغرب فما أنضجت يومئذ كراعاً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة قال : قال كعب : ما انتفع أحد من أهل الأرض يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيئاً، إلا وثاق إبراهيم.
وقال قتادة : لم تأت دابة يومئذ إلا أطفأت عنه النار، إلا الوزغ.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : يذكرون أن جبريل كان مع إبراهيم في النار يمسح عنه العرق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال : لما ألقي إبراهيم في النار قعد فيها، فأرسلوا إلى ملكهم فجاء ينظر متعجباً... ! فطارت منه شرارة فوقعت على إبهام رجله فاشتعل كما تشتعل الصوفة.