وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما التقم الحوت يونس ذهب به حتى أوقفه بالأرض السابعة، فسمع تسبيح الأرض فهيجه على التسبيح فقال :﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾ فأخرجته حتى ألقته على الأرض بلا شعر ولا ظفر مثل الصبي المنفوس، فأنبتت عليه شجرة تظله ويأكل من تحتها من حشرات الأرض، فبينا هو نائم تحتها إذ تساقط ورقها قد يبست. فشكا ذلك إلى ربه فقال : تحزن على شجرة يبست ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون يعذبون؟.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في الفرج وابن مردويه، عن أنس رفعه : أن يونس حين بدا له أن يدعو الله بالكلمات حين ناداه في بطن الحوت قال : اللهم ﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾ فأقبلت الدعوة تحف بالعرش فقالت الملائكة : هذا صوت ضعيف معروف في بلاد غريبة! فقال : أما تعرفون ذلك؟ قال : يا رب، ومن هو؟ قال : ذاك عبدي يونس. قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوه مجابة؟! قال : نعم. قالوا : يا رب، أفلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال : بلى. فأمر الحوت فطرحه بالعراء فأنبت الله عليه اليقطينة «.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر، عن علي رضي الله عنه مرفوعاً : ليس لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى، سبح الله في الظلمات.
وأخرج أحمد والترمذي والنسائي والحكيم في نوادر الأصول، والحاكم وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه والبيهقي في الشعب، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال :»
دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾ لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له «.
وأخرج ابن جرير عن سعد رضي الله عنه : سمعت رسول الله ﷺ يقول :»
اسم الله الذي دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، دعوة يونس بن متى. قلت : يا رسول الله، هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال : هي ليونس خاصة وللمؤمنين إذا دعوا بها، ألم تسمع قول الله :﴿ وكذلك ننجي المؤمنين ﴾ فهو شرط من الله لمن دعاه «.


الصفحة التالية
Icon