وأخرج محمد بن نصر والبيهقي في سننه عن ابن المنكدر وأبي حازم في قوله ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾ قالا : هي ما بين المغرب والعشاء صلاة الأوابين.
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عيسى رضي الله عنه قال : كان ناس من الأنصار يصلون ما بين المغرب والعشاء، فنزلت فيهم ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾.
وأخرج أحمد وابن جرير وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه « عن النبي ﷺ في قوله ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾ قال » قيام العبد من الليل « ».
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :« كنت مع النبي ﷺ في سفر، فاصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير، فقلت : يا نبي الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني عن النار قال » لقد سألت عن عظيم وانه اليسير على من يسره الله عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾ حتى بلغ ﴿ يعملون ﴾، ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟ فقلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر الإِسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت : بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه فقال : كف عنك هذا، فقلت : يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم «.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : ذكر لنا رسول الله ﷺ قيام الليل ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه، فقال ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال »
يا رسول الله أخبرني بعمل أهل الجنة قال : قد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه. تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتؤدي الصلاة المكتوبة - ولا أدري ذكر الزكاة أم لا - وإن شئت أنبأتك، برأس هذا الأمر، وعموده، وذروة سنامه، رأسه الإِسلام من أسلم سلم، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، والصيام جنة، والصدقة تمحو الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا هذه الآية ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾ «.


الصفحة التالية
Icon