أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : قام النبي ﷺ يوماً يصلي، فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه : ألا ترى أن له قلبين؟ قلباً معكم، وقلباً معهم. فأنزل الله ﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا : كان رجل يدعى ذا القلبين، فأنزل الله ﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رجل من قريش يسمى من دهائه ذا القلبين، فأنزل الله هذا في شأنه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال : كان رجل على عهد رسول الله ﷺ يسمى ذا القلبين. كان يقول : لي نفس تأمرني، ونفس تنهاني، فأنزل الله فيه ما تسمعون.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : إن رجلاً من بني فهر قال : إن في جوفي قلبين، اعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد، فنزلت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي : أنها نزلت في رجل من قريش من بني جمح، يقال له : جميل بن معمر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال « صلى رسول الله ﷺ صلاة فسها فيها، فخطرت منه كلمة، فسمعها المنافقون، فأكثروا فقالوا : إن له قلبين. ألم تسمعوا إلى قوله وكلامه في الصلاة؟ إن له قلباً معكم، وقلباً مع أصحابه، فنزلت ﴿ يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ﴾ إلى قوله ﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ﴾ ».
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الزهري في قوله ﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ﴾ قال : بلغنا أن ذلك كان في زيد بن حارثة، ضرب له مثلاً يقول : ليس ابن رجل آخر ابنك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كان الرجل يقول لامرأته : أنت عليَّ كظهر أمي. فقال الله ﴿ وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ﴾ وكان يقال : زيد بن محمد. فقال الله ﴿ وما جعل أدعياءكم أبناءكم ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ﴾ أي ما جعلها أمك، وإذا ظاهر الرجل من امرأته فإن الله لم يجعلها أمه، ولكن جعل فيها الكفارة ﴿ وما جعل أدعياءكم أبناءكم ﴾ يقول : ما جعل دعيك ابنك. يقول : إن ادعى رجل رجلاً فليس بابنه. ذكر لنا أن نبي الله ﷺ كان يقول « من ادعى إلى غير أبيه متعمداً حرم الله عليه الجنة ».
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وما جعل أدعياءكم أبناءكم ﴾ قال : نزلت في زيد بن حارثة رضي الله عنه.