أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ﴾ قال : في ظهر آدم ﴿ وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ﴾ قال : أغلظ مما أخذه من الناس ﴿ ليسأل الصادقين عن صدقهم ﴾ قال : المبلغين من الرسل المؤدين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم... ﴾ الآية. قال : أخذ الله على النبيين خصوصاً أن يصدق بعضهم بعضاً، وأن يتبع بعضهم بعضاً.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي مريم الغساني رضي الله عنه :« أن أعرابياً قال : يا رسول الله ما أول نبوّتك؟ قال : أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم، ثم تلا ﴿ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ﴾ ودعوة أبي إبراهيم قال ﴿ وابعث فيهم رسولاً منهم ﴾ [ البقرة : ١٢٩ ] وبشارة المسيح ابن مريم، ورأت أم رسول الله ﷺ في منامها : أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام ».
وأخرج الطيالسي والطبراني وابن مردويه عن أبي العالية رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « خلق الله الخلق، وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشه على الماء، فأخذ أهل اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى، وكلتا يدي الرحمن يمين، فأما أصحاب اليمين فاستجابوا إليه فقالوا : لبيك ربنا وسعديك قال ﴿ ألست بربكم؟ قالوا : بلى ﴾ [ الأعراف : ١٧٢ ] فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم : يا رب لم خلطت بيننا فإن ﴿ لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ﴾ [ المؤمنون : ٦٣ ] قال : أن يقولوا يوم القيامة ﴿ إنا كنا عن هذا غافلين ﴾ [ الأعراف : ١٧٢ ] ثم ردهم في صلب آدم عليه السلام فأهل الجنة أهلها، وأهل النار أهلها، فقال قائل : فما العمل إذاً؟ فقال رسول الله ﷺ : يعمل كل قوم لمنزلتهم، فقال : ابن الخطاب رضي الله عنه : إذن نجتهد يا رسول الله ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك؟ قال :» وآدم بين الروح والجسد « ».
وأخرج ابن سعد رضي الله عنه قال :« قال رجل للنبي ﷺ : متى استنبئت؟ قال :» وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق « ».
وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« قيل يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال : وآدم بين الروح والجسد ».


الصفحة التالية
Icon