« إن الله قسم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسماً. فذلك قوله ﴿ وأصحاب اليمين ﴾ [ الواقعة : ٢٧ ] و ﴿ أصحاب الشمال ﴾ [ الواقعة : ٤١ ] فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثاً، فجعلني في خيرها ثلثاً، فذلك قوله ﴿ وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون ﴾ [ الواقعة : ٨-١٠ ] فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله ﴿ وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾ [ الحجرات : ١٣ ] وأنا أتقى ولد آدم، وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر. ثم جعل القبائل بيوتاً، فجعلني في خيرها بيتاً، فذلك قوله ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ﴾ فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ﴾ قال : هم أهل بيت طهرهم الله من السوء، واختصم برحمته قال : وحدث الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه، أن نبي الله ﷺ كان يقول « نحن أهل بيت طهرهم الله من شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم ».
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما دخل علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها. جاء النبي ﷺ أربعين صباحاً إلى بابها يقول « السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة رحمكم الله ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ﴾ انا حرب لمن حاربتم، أنا سلم لمن سالمتم ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال « حفظت من رسول الله ﷺ ثمانية أشهر بالمدينة. ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي رضي الله عنه، فوضع يده على جنبتي الباب، ثم قال : الصلاة... الصلاة... ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ﴾ ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال « شهدنا رسول الله ﷺ تسعة أشهر، يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند وقت كل صلاة فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ﴾ الصلاة رحمكم الله، كل يوم خمس مرات ».
وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله ﷺ يأتي باب علي، وفاطمة ستة أشهر فيقول ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ﴾.


الصفحة التالية
Icon