وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير عن الحسن وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة قالت : كنت أغار من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله ﷺ وأقول : كيف تهب نفسها؟ فلما أنزل الله ﴿ ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ﴾ قلت : ما أرى ربك الا يسارع في هواك.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل! فأنزل الله في نساء النبي ﷺ ﴿ ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ﴾ فقال عائشة رضي الله عنها : أرى ربك يسارع في هواك.
وأخرج ابن سعد عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نزلت ﴿ ترجي من تشاء منهن ﴾ قلت : إن الله يسارع لك فيما تريد.
وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن الشعبي رضي الله عنه قال : كن وهبن أنفسهن لرسول الله ﷺ، فدخل ببعضهن وارجأ بعضهن، فلم يقربن حتى توفي، ولم ينكحن بعده. منهن أم شريك فذلك قوله ﴿ ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ﴾.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي زيد رضي الله عنه قال : همَّ رسول الله ﷺ أن يطلق من نسائه، فلما رأين ذلك أتينه فقلن : لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك، افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت، فأنزل الله ﴿ ترجي من تشاء منهن ﴾ نسوة. يقول : تعزل من تشاء فارجأ منهن واوى نسوة، وكان ممن أرجىء ميمونة. وجويرية. وأم حبيبة. وصفية. وسودة. وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء، وكان ممن آوى عائشة. وحفصة. وأم سلمة. وزينب. فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله ﴿ ترجي من تشاء ﴾ قال : هذا أمر جعله الله إلى نبيه ﷺ في تأديبه نساءه، لكي يكون ذلك أقر لأعينهن، وأرضى في عيشتهن، ولم نعلم رسول الله ﷺ أرجأ منهن شيئاً، ولا عزله بعد أن خيرهن فاخترنه.
وأخرج ابن سعد عن ثعلبة بن مالك رضي الله عنه قال : هم رسول الله ﷺ أن يطلق بعض نسائه، فجعلنه في حل فنزلت ﴿ ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ﴾.
وأخرج الفريابي وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ترجي من تشاء منهن ﴾ قال : تعتزل من تشاء منهن لا تأتيه بغير طلاق ﴿ وتؤوي إليك من تشاء ﴾ قال : ترده إليك ﴿ ومن ابتغيت ممن عزلت ﴾ أن تؤويه إليك إن شئت.


الصفحة التالية
Icon