وأخرج أبو داود والبيهقي في الأسماء والصفات عن رسول الله ﷺ « إذا تكلم الله بالوحي، سمع أهل السماء الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام، فإذا جاءهم جبريل عليه السلام ﴿ فزع عن قلوبهم ﴾ فيقولون يا جبريل : ماذا قال ربنا؟ فيقول ﴿ الحق ﴾ فيقولون : الحق. الحق ».
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام، فإذا أتاهم جبريل عليه السلام ﴿ فزع عن قلوبهم ﴾ قالوا يا جبريل : ماذا قال ربنا؟ فيقول ﴿ الحق ﴾ فينادون الحق الحق.
وأخرج ابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ قال :« لما نزل جبريل بالوحي على رسول الله، فزع أهل السموات لا نحطاطه، وسمعوا صوت الوحي كأشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا، فكلما مر بأهل سماء ﴿ فزع عن قلوبهم ﴾ فيقولون : يا جبريل بماذا أمرت؟ فيقول : نور العزة العظيم كلام الله بلسان عربي ».
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : يوحي الله إلى جبريل عليه السلام، فتفزع الملائكة عليهم السلام من مخافة أن يكون شيء من أمر الساعة، فإذا خلى عن قلوبهم وعلموا أن ذلك ليس من أمر الساعة ﴿ قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق ﴾.
وأخرج أبو نصر السجزي في الابانة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ :« رأيت جبريل عليه السلام وزعم أن إسرافيل عليه السلام يحمل العرش، وأن قدمه في الأرض السابعة والألواح بين عينيه، فإذا أراد ذو العرش أمراً سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم، فإذا قاموا ﴿ قالوا ماذا قال ربكم ﴾ قال من شاء الله ﴿ الحق وهو العلي الكبير ﴾ ».
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والكلبي رضي الله عنهما في قوله ﴿ حتى إذا فزع عن قلوبهم ﴾ قالا : لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد ﷺ، فنزل الوحي مثل صوت الحديد، فافزع الملائكة عليهم السلام ذلك ﴿ حتى إذا فزع عن قلوبهم ﴾ قالوا : إذا جلى عن قلوبهم ﴿ ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ﴾.


الصفحة التالية
Icon