وذكر له الظبيه قال : هي الدنيا. أما الراكب عليها، فالملك. وأما الذين يحلبها، فهو أطيب الناس عيشاً. وأما الذي يمسك بقرنيها، فمن أيبس الناس عيشاً. واما الذي يمسك بذنبها، فالذي لا يأتيه رزقه إلا قوتاً. والذين يمسكون بقوائمها، فسفلة الناس. وذكر له البذر قال : يأتي على الناس زمان لا يدري متى يتزوّج الرجل، ومتى يولد المولود، ومتى قد بلغ. وذكر له الذي يحصد قال : ذاك ملك الموت يحصد الصغير، والكبير، وأنا هو بعثني الله إليك لأقبض روحك على أسوأ أحوالك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم رضي الله عنه قال : ما قرأت هذه الآية إلا ذكرت برد الشراب ﴿ وحيل بينهم وبين ما يشتهون ﴾.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر رضي الله عنه؛ أنه شرب ماء بارداً فبكى، فقيل له : ما يبكيك؟ فقال : ذكرت آية في كتاب الله ﴿ وحيل بينهم وبين ما يشتهون ﴾ فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله ﴿ أفيضوا علينا من الماء ﴾ [ الأعراف : ٥٠ ].
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ إنهم كانوا في شك مريب ﴾ قال : إياكم والشك والريبة، فإنه من مات على شك بعث عليه، ومن مات على يقين بعث عليه. والله أعلم.